تَغْفُو بِصَدْرِكَ، لا غَافٍ وَلا أَرِقُ
تَصْحُو تُحَدِّثُهَا، وَالصُّبْحُ يَسْتَرِقُ
مَهْمَا تَفِرَّ فِرارَ الطِّفْلِ مِنْ دَمِهِ
تَفِرَّ مِنْهَا إلَيْها، تَسْتَوِي الطُّرُقُ
هُنَاكَ، تَمْضُغُ حَلْوَاهَا، وَفِي يَدِهَا
وَشَعْرِهَا يَاسَمِينٌ مُدْهَنٌ عَبِقُ
وَفِي الظِّلالِ، هُنَا، تَرْوِي حَمَائِمَهَا
كَأَنَّهَا مَطَرٌ نَشْوَانُ مُنْدَفِقُ
كَأَنَّ مَرْيَمَ أَهْدَتْ وَجْهَهَا قَمَراً
مِنْ فَوْقِ حُورِيَّةِ الفِرْدَوْسِ يَأْتَلِقُ
لَهَا بِقَلْبِكَ لَوْحَاتٌ وَأُغْنِيَةٌ
لَهَا شَوَارِعُ، فَجْرٌ، مَغْرِبٌ، غَسَقُ
لَهَا كِتَابٌ وَرِيشَاتٌ مُغَازِلَةٌ
بَيْتاً شَرِيداً عَلَى الدَّقَّاتِ يَتَّسِق
تُحِبُّ دَوْحَتَهَا عُشّاً وَأَنْدِيَةً
شَفِيفَةً، أنْتَ فِيهَا سَابِحٌ غَرِقُ
تُحِبُّهَا نَظْرَةً للشَّمْسِ هَادِئَةً،
تَحْكِي شُعُوراً بِوَجْهٍ مِلْؤُهُ شَفَقُ
تُحِبُّهَا بَسْمَةً نَارَتْ بِمَبْسِمِهَا
تُرِيكَ أَبْيَضَ، يَزْهُو مَوْجَهُ الزَّرَقُ
وَالآنَ تَطْرُقُ بَابِي شَاكِياً وَجَعاً
مِنْ لَوْعَةِ البُعْدِ، "إنَّ الصَّدْرَ مُخْتَنِقُ"
الحُبُّ، عِنْدِي وَعِنْدَ العَارِفِينَ بِهِ
رِضىً وَرَطْبٌ، عَلَى الأَعْصَابِ، مُحْتَرِقُ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق