الأربعاء، مارس 7

هذا البلد(شعرخليل عز الدين خليل الحلوانى )



بكتب قصيدة شعر

عن طعم الرجوع ..

بكتب عشان الشعر باقي

بكتب .. لأن الدم

أصدق من بكائي ..



مرّيت على تراب السويس..

وسألت شجرة اتعودت تحميني

من صهد الرصاص:

"مين اللى قال

إنك ضرورى تتولد جوة المدن..

علشان تصدّق.. إن قلبك ابنها؟"..

ردّيت على نفسى بهدوء:

أنا منّها...



بينى وبين كل الحاجات

كل الحاجات..

طعم الملوحة اللى فـ دموعى موج.

وكلامى سرب حمام هينشِد للأبد

غنوة فدائى اتمرجحت ع السمسمية

عبّاها جوة البندقية..

ولم يعُد...

إسمى: الغريب

اللى اتولد قبل الأسامى

عنوانى: انقاض البيوت

وحيطان.. بتضحك كل موت

وتراب ميقبلش انهزامى...

مرسوم فـ جدران المخابى

فى الخنادق...

يعرفنى لون الشمس

وقت الضرب ..

ويحفّظنى دورى ..

يعرفنى أسفلت الشوارع ..

عِمدانُه بتميّز حضورى

من بين آلاف الميتين المجهولين ..

تحت الغارات .. والطيارات ..

كل الحاجات .. بينى .. وبين كل الحاجات ..



لو يسألوك ..

وهيسألوك .. عن سر تغريد البنات

فى الأربعين..

قول:الحروب

خلتنا نمشى مغمضين...

مرهون لُقانا بـ دانة..

أو إنذار خطر..

بنخبّى أحزاننا .. وغُنانا

ونربّى أحلامنا الصغار ..

تحت القمر ..

لاجئين فـِ بطن الأرض

بندوق ملامح بعض

وبشيء م التمرُّد .. نتولد

أول ما نسمع ميكروفون

بينادى: "الغارة انتهت"...

نفرح..

- بفرحة طفل بيقابل حياة -

ونحسّ.. إن الموت

قُصادنا بيتهزم..

نبتسم...

مكانتش صدفة

القطر بينده ع الجنود

ويرصهم فى الليل حماية

صوتهم صاحبنى ع الأمل

واستنى طول الليل.. معايا...

بالليل .. تاخدنا الذكريات ..

نسهر.. ونتأمل خسايرنا بهدوء

نرسم وطن ع الرمل

والأمواج تشيلُه...

على بُعد خطوات.. مننّا..

كان الفدائى بيبكى

على أشلاء زميلُه...

كانت عنيهم جرح

عرّاه الحصار ..

كانت عيوننا مفتّحين ..

بالفطرة .. قادرين نبتسم ..

بالصدفة كنا محاربين ..
نتهجّى أسماء الضحايا
ونسجِّل القمح اللى فاضل

فى الخَزين ..

وبرغم تفجير القرنفل

فى الجناين ..

والخوف ..

وتهجير القلوب

اللى فـ داخلها الحزن كامن..
والقلق..

بان الصباح حوالينا .. قبل ما يتسرق

عدّينا .. راجعين المدارس

بنغنّى: "يا بيوت السويس"

ونعِدّ قُضبان السكك ..

عدّينا .. أطفال

مرفوعين الراس ..

ورافضين الهزيمة ..

بالعزيمة ..

نحلف بشمس

بعيدة جدًا عننّا ..

وقُريّبة من قلبنا

إن العرق للأرض ..

والموت فوق تُرابها .. فَرض...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق