الأربعاء، مارس 7

ترنيمة عشق(شعر بلقيس احمد علي الكبسي )


1.

ذات مساء .. تدحرجت أحلامي المتراصة بنسق

كحبات عقد انفرط

والابتسامات المغلفة بالوباء

كانت ترمقني شزرا

هل خدعوني فيك ..

أم أنت من مارست الخديعة ..

بلا استياء؟

عندما أوهمتني أنك ظمآن

ولم ترتو بالدماء

ولم تقتات نيران الغدر

أويت إليك كعادتي علّيّ أحظى ببصيصٍ من حب

فأصابتني قشعريرة ..

غمراتك كانت ذات صقيع

ألا تعلم أني أموت في حبك قهرا..

ولم أبُح لك به

فالبديهيات عليك أن تقرأها

بلا إقصاء

حبك المبعثر في دمي ..

في لهفتي وغربتي

ستصاب بصمم إن نطقت لك بها..

تعلم أنك عشقي ..

أنت في وجداني حب عليل

وفي ضميري حسرة وأنين

وأنا بين حناياك المقفرة

تائهة.. بلا دليل

2.

أحلامنا الموءودة ..

نامت في أحداث الروايات

فلهذا خلقت .. ولها كتبت

صارت أروقتنا إعصار غضبى

وأحياء بعثوا بهيئة موتى

التهمتهم نيران الإجرام

وما عدت أسطر آهاتي الثكلى

حفرتها جروحًا بدمي

حتى امتلأ مني

لا تلعب بأعواد ثقاب

يكفي ما أضمرت من حرائق

عصية على الإطفاء

عندما كنت ارتب ذاكرتي .. سألتها بعتاب

أين هم الأحياء ..؟ الذين كانوا هنا..

لم يعودوا .. ولم تعد سوى الجفون القاحلة

انكفأت بأثواب حداد

احتكرتها المآسي .. فأضربت عن البكاء

اعتصمت حدقاتهم مشدوهة

باحتراف القتلة ..

3.

يا بعضي .. يا جزئي .. يا كلي

أعشق فيك بساطتك ويعشقون الدماء

عندما يمارسون فيك العناء

ويمارسون علينا الشقاء

مبدعون في إحراقك الجبناء

حتى جفت أوراقك من الندى

وزلالك الصافي تلطخ بالغبش

كنت ناعسًا داخلي ... ببساطةٍ أحتويك

حتى أيقظتك رصاصاتهم

وأفزعتك المدافع

فنزفَتْ حرقةً وأسى لأجلك المدامع

جثامينَ يا وطني أصبحتَ وأضرحة

آهاتٍ .. وأحزانًا .. وفجائع

فوهات بنادقهم ما زالت ظمأى

انقضَّتْ تمتص دمانا بنهم

نيران القتلة مازالت جوعى

هل من دعوى .. اقترعوا أي منا يلقى

لم نكن في حساباتهم أية جدوى

فشيعوا أحلامنا في تابوت

ألقوا بنا حيث ينتظرنا جوف الحوت

موج هادر ابتلع شوارعنا

رحلنا عن مساكننا واغتصبَنَا الموت

ضحكات تلاشت تائهة وهي تشدو قفر وحوش

4.

أغمضت الشمس جفونها ... وغادرت العصافير أعشاشها

وأوت إلى حيث لا دموع

وأنت تئن وترقب مثواها

حتى استراح الليل في حدقتيك

وسكب آهاته في مقلتيك

في الشوارع والأزقة والبيوت كفنت أعمارنا

بخيوطها العنكبوت

أغلقنا نوافذنا وأوصدنا البيوت

فاخترقونا عبر الجدران

اقتحموا حدقاتنا

واختبئوا تحت جفوننا بإصرار

وبلا تكليف منا حلموا بدلا عنا

وفسروا رؤيانا بأنا مجرد قطعان

ماذا يعني الاحتراف؟

يا وطنا يحترق بالأحداث

ماذا يعني الاحتراف؟

هل حبك احتراف؟

وهل اللعب بجراحك احتراف؟

الأخيار ... والأشرار

في أدوار شتى لعبوا دور الأبطال

وفي نشرات الأخبار

لعبوا أيضا نفس الأدوار

ماذا يعني الاحتراف؟

مارسنا فيك الحب باحتراف

ومارسوا عليك الإجرام باحتراف

فماذا يعني الاحتراف..؟

5.

أحلامك كانت مدهشة كاللوحات

يا وجعي أين هي الأرواح؟

كانت تسكن تلك الألواح

هل تاهت وتلاشت في جوف المحرقة؟

هل ذابت كعطر فواح؟

أعلنا حربا بالكلمات

خدعتنا الأحداث

بين حقائق وخرافات

يا ألمي هل تعلم؟ فانا أجهل

من شب حريق الساحات ..؟

جثث وضحايا بالآلاف

من كتب سيناريو المحرقة الكبرى

من أضمرها .. من لعب الأدوار

ومن أخرج مأساة الساحات

وهل أتقن ابن آوى عشق القطعان

واغتال سحر الكلمات ..

وأغمض بريق اللوحات

سر غامض لم يكشف ..

احترف خديعتنا بإمعان

6.

أصخت مسامع لهفتي ..

وأويت بك إلى ذاتي .. منزلقا بين صفحاتي ..

شهقتك إلى رئتي بلا زفرات

وتنفست آلامك وأحزانك وعزفتك آهات

فلا تيأس يا وطن البسطاء أبحر بسفينة الغرقى

ستنجو يا أمل البؤساء ..

وستهدي مناراتك دروب الضعفاء..


هناك تعليقان (2):

  1. لله درك يالرائعه سلمت يدك وسلمت اناملك الجميله على هذه القصيده الاكثر من رائعه وماهو غريب عليك التميز والابداع دمتي مبدعه ومتميزه

    ردحذف
    الردود
    1. الله الله علـی أبـداعـك و شـاعـریتـك أیّهـا العـربیـة الأصیلـة دمـتِ مبـدعـة یـا دکتـورة بلقیـس

      احمـد العتیقـي

      حذف