الخميس، مارس 1

نِهاية (شعر إبراهيم فتحي أبو عودة)


اذهبي حيثُ يرمي بكي الهوى

اذهبي حيثُمَا تشائين

وارحلي سارقهً عُمري

وتَبَضَعِي منه بِضعَ سِنين

وبِضعَاً انثُريها فوقَ قبري

وأُخرى بها تكتُبين

هنا يرقدُ من كان يُحبني

هنا رواياتٌ للمحبين

فلا عادَ العُمرُ يَعنيني

ولا حياتي فاسرقي كيفَما تُريدين

ما كلُ ذاك يُحزنُنُي

فتاريخي حبرٌ للعاشقين

و نُقوشي في صخورِ الحُب كُلِها

أفلا يكونُ في جُلمُودَكِ الثخين؟!

لما الفراقُ يا مُعذبتي ?

بأي ذُنوبِ الحُب علي تجحدين?

لما الهجر؟ ألا يُرضيكِ

همسي مسكناً ونبضَ قلبي لتتكئين؟

وأضلُعي فِراشاً في كُلِ زواياها تنامين

وتِرحالُكِ بينَ أصابِعي وتارهً في خطوطِ يدي

وعينانِ تحرُسانِك وفيهِما تُبحرين

وتارهً اُخبِرُكِِ حروفاً عن الهوى

في نَسلِ حرائِرها تتساءلين
هل كُلُ الحُب هكذا ؟

أهكذا كُلُ العاشقين ؟

فأُجِيبُك عِشقي شمعةٌ

في نسجِ أنوارها تُشاهدين

الطيرُ في عُشهِ يستَكين

واشتياقُ طفلٍ لاُمهِ فبُكاؤهُ تسمعين

ترينَ نجومَ السماءِ في الطُرُقاتِ تسير

والشمسُ والقمرُ يلتقيانِ في مذهبي

وربيعُ الأرض فيهنَ عشرُ سنين

ترينَ جمالَ الخلقِ

ورسمَ الكون فكلُ ذلكَ تشاهدين

ألا تذكري يومَ لامستي الشفق ؟

فذاك وجهي وإياكِ تنسين

هكذا دولهُ عِشقي

هذا ما كُنتِ تُحبين

وتَركتنِي ألانَ أُعاني

بسوطِ الحُبِ ولا تُبَالين

وأساً يحتلُ صدري

ألا مرةً عليهِ تُشفقين ؟

لا تكترثي فدموعي أحرَقتُها في كِتابَاتي

فاطعني الفؤادَ كيفما تشتهين

اطعنِيهِ سِهاماً ورماحاً ولا تُبالي

فلا اعلمُ بأي ذنبٍ تنتقمين !!؟

وبتُ ألان أرى حُطَامِي

يرسو بلا شراعٍ بلا دليل

يرسو متفرقاً على شواطئكِ

في كلِ موانِئِها لهُ تَسحقين

ثقيلٌ هو حِملي

ثقيلٌ ما تَقولين

ألآنَ تَستبِيحين دمي ؟

ألآنَ نَبضِي تَسفكين ؟

فلا أحدٌ يعلمُ فيعذِرُنِي

ولا أنتي بِما تستبيحين

وعظيمُ الحزنِ يُخبِرنِي

أنا رفيقُكَ لا أُخطِيكَ في كلِ حين

وابتهالاتٌ منَ الهمِ تأسُرني

لعُمرُكِ ما شِئتِ بِيَ ف لتفعلين

أظننتِ أننى ذا انتقامٍ؟

أما كُنتِ سيدتي تدركين؟

مملكتي في الحب أنتي

مملكتي حينَ تعذبين

فلا تُخَليِ سبيلي ولا تتركي

فعذبي بأي أسلوبٍ تشائين

واقتلعي جذوري من الهوى

وفي ناصيةِ العشق لها ف لتغرُسين

ثم اكتُبِي عُنوانَها

نهايةُ من عذبتْ

نهايةُ مَن في العشقِ مسكينْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق