الأحد، مارس 25

آخِرُ ما قالتْ سالي زَهْران (شعر عاصم موسى بطاح)

سرُّ القلوبِ

إذا هوتْ يتكشَّفُ

والمرءُ دومًا

في الشَّدائدِ يُعرَفُ

لا تَعذِلوني

إنْ فدَيتُ بمُهجَتي

أُمًّا جَحَدْناها ودمْعًا يَذرفُ

هي ذي جحافلُهمْ

تطوِّقُ ساحتي

وتمزِّقُ الجسدَ النَّحيلَ الأسيُفُ

لا تَوْجَلوا

منْ نزْفِ جرحٍ في الحشا

فجراحُ مصرَ

إذا وعيتمْ أنزَفُ

لا توجلوا

هُبُّوا لِنَجْدةِ مِصْرِنا

تطبيبُها عندي

أعزُّ وأشرَفُ

وقعُ المنيَّةِ في هواها مسكرٌ

لحنٌ

على أوتارِ قلبي يُعزفُ

من عزِّ أُمَّتنا الكريمةِ

تزْدهي روحي

ومنْ ماءِ الكرامةِ أرشُفُ

لا تحرموني

لذَّةَ الموتِ المُرصَّعِ بانتصارٍ

إنَّهُ لا يُوصَفُ

جسدي المسجَّى بينكمْ

مالي بهِ

والرُّوحُ بالسَّاحِ الشَّهيرِ تُرفرفُ

نزعتْ إلى التَّحريرِ

بينَ رفاقِها

منْ يقمعُ الأرواحَ

إذْ تتآلفُ

باعوكَ يا وطني

بقُبحِ صنيعهمْ

غِيضَ الهوى

والعاشقونَ تَخَوَّفوا

ما بالُ حدِّ السيفِ

ردَّ لِيا الصِّبا

رَوضًا

وحُلمًا سامقًا لا يَضعفُ

زيدوا جِراحي

فالجراحُ تحرُّرٌ

وعلى دمائي

كلُّ خوفٍ يُنسَفُ

إنِّي أَبَيْتُ مع البنادقِ هدنةً

سقطتْ بنادقُكمْ

وحُلميَ يَقذفُ

حُلمي يطاردُكمْ كليثٍ جائعٍ

غضبٌ من الرحمنِ

لا يتوقَّفُ

فلقدْ حذفتُمْ بالظَّلامِ رَجَاءَنا

والآن جاءَ نَهارُنا

كي تُحذفوا

سالي...

وما يومًا سلوتُ عن اسمِها

هي مصْرُنا

مهما تقوَّلَ مُرْجفُ

أمُّ البلادِ غـدًا

سـيضحكُ نيلُها

وبنا سيختالُ الزَّمانُ ويَشْرُفُ

سنُطاولُ الأجْدادَ

في أهرامِهمْ

وسيشهدُ التَّاريخُ

إذْ هوَ يُنصِفُ

حُكَّامَنا

يا منْ أهانَ رحيقَنا

في وصفِكمْ

لا تستجيبُ الأحْرفُ

أطعمتُمونا من شقاءِ زمانِنا

ما عادَ فينا ضاحكٌ

أو مترفُ

أسكرتُمونا

منْ كُؤوسِ وُعُودِكمْ

ما نالَنا إلا الْكلامُ الأجْوفُ

لا تزرعوا الأشْواكَ في أحْداقِنا

لا تزرعوا

ما عادَ شعري يرجُفُ

الخوفُ تاريخٌ تهتَّكَ قيدُهُ

شبحٌ بليدٌ

حينَ يأتي يُصرَفُ

ولْتَذْكُروني حينَ يَطْويني الثَّرى

وتَرَحَّموا

وَإذا بَكَيتُمْ خفِّفُوا

إنِّي وُرودٌ في بساتين الهوى

والْوَردُ دومًا في المحافلِ

يُقْطَفُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق