هَبَّتْ نَسَائِمُ ذِكْرِكِ العَطِرَاتِ
فَتَأَنَّقَتْ بَعْدَ البِلَى كَلِمَاتِي
لَكِنْ حِيَالَ البَحْرِ يَنْثُرُ دُرَّهُ
مَاذَا عَسَاهَا تَحْتَوِي صَدَفَاتِي
يَا عَائِشَ الخَيْراتِ فِي رَيْعَانِها
يَا غَايَةً نُسِجَتْ مِنَ الغَايَاتِ
وَلَّهْتِ قَلْبًا حِينَ أَطْوِي سِرَّهُ
تَسْرِي بِهِ بَيْنَ الوَرَى نَبَضَاتِي
فَتُحِيلُهُم لِلْكَوْنِ لَحْنًا رَائِقًا
مُتَساوِقَ الخَفَقَاتِ وَالسَّكَنَاتِ
يَحْكِي عَنِ الطُّهْرِ الأَصِيلِ رِوَايَةً
جَلَّى بِهَا لِلسَّائِلِينَ عِظاتِ
إِنْ أَغْمَضَتْ أُذْنٌ تَفَتَّحَ فِي المَدَى
كَالنُّورِ تَرْمُقُهُ بِكُلِّ جِهَاتِ
يَهْدِي الأَنَامَ سَبِيلَهُم مَمْهُودَةً
يَنْفِي الظَّلامَ يُبَدِّدُ الشُّبُهاتِ
يَخْتالُ بِشْرًا أَنَّهُ مُنْذُ الأَزَلْ
مُتَمَاشِجٌ فِي مُحْكَمِ الآيَاتِ
بِبَراءَةٍ عُلْوِيَّةٍ قُدْسِيَّةٍ
صَاغَ الْمَلِيكُ لَكُمْ أَتَمَّ صِفَاتِ
***********
البِيدُ تَشْهَدُ : إِنَّها مَعْصُومَةٌ
لاذَتْ إِليَّ فَلَمْلَمَتْ أَشْتَاتِي
لِيئُولَ عِرْضُ حَلِيلِها مُتَرَفِّعًا
حِرْزًا مَصُونًا دُونَمَا هَفَوَاتِ
ثُمَّ انْتَحَتْ عَنِّي؛ كَأَنَّ مُقامَها
ورَحِيلَها شَمْسٌ بِلَيْلٍ شَاتِ!
إنِّي لأَرْقُبُها أُخَالِسُ ضَوْءَها
مُسْتَوْدِعًا فَوْقَ الثَّرَى هَالاتِ
حَتَّى إِذَا الشَّفَقُ الْمُغَيِّبُ لَفَّنِي
أَطْلَقْتُ بَيْنَ سَوادِفِي آهَاتِي
يَا أَيُّها الطُّهْرُ الْمُرَوِّحُ! ضُمَّنِي
لَكِنْ وَلاتَ الحِينُ حِينَ نَجاتِي
بِجَوانِحِي حُزنٌ يُضَمِّدُه العَزَا
أَنَّ الْمَآبَ لِكامِلِ الهَيْئَاتِ
مَنْ زَانَ عَالَمَها بِخَيْرِ رِسالَةٍ
وَأَمَدَّها جُودًا بِمَاءِ حَيَاةِ
مَنْ ظَلَّ يَسْأَلُ رَغْمَ أَنَّاتٍ ثَوَتْ
أَيْنَ الْمَبِيتُ بِقَابِلِ اللَّيلاتِ
يَهْفُو لِوَصْلِ الرُّوحِ مِنْهُ بِرُوحِها
فِي لِيقَةٍ تَسْمُو بِغَيْرِ ذَوَاتِ
فَتَفِيضُ مِنْهُ وَرَأْسُه مَحْمُولَةٌ
بِيَد الحَنُونِ تُمَسِّحُ العَبَراتِ
************
أُمَّاهُ أُمَّ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ لَهَا
نَسْتَنْزِلُ الصَّلَوَاتِ كُلَّ صَلاةِ
إِنِّي أُجِلُّكِ غَيْرَ أَنَّ قَصِيدَنا
لِجَلالِكُم، يَتَعَثَّرُ الخُطُواتِ
الْعُذْرُ مُنْطَرِحٌ عَلَى عَتَبَاتِكُم:
فِي غَيْرِ مَدْحِكُمُ عَضَلْتُ دَواتِي
فَلْتَهْنَئِي بِرِياضِها وَنَعِيمِها
جَنَّاتِ عَدْنٍ مَرْفَدِ اللَّذَّاتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق