وضئ حروفك بالياقوت والذهب
ثم ارسم الشعر أمواجا على الحقب
وانثر على غفوة الأوطان ملحمة
من البياض وصفها فى مدى الكتب
سر الحكاية أوجاع مسطرة
فى شهقة النور بين الفقر والتعب
بين الكآبة حتى فجأة كشفت
أن المخاوف أنواع من الكذب
فى نصف سهو على الآمال شيطنة
تختاط لى موتة عطرية السبب
قد صمت جوعا عن الأنفاس معتقدا
أنى سأشرب أنساما من الأرب
وامتد جسر من الآهات فى شفتى
لأن فى خافقى هول من الشغب
تَكومَ الليل فى آماد ذاكرتى
وفكرة الشمس كالعنقاء فى الشهب
كأبجديات حتف أحتوى نقما
وأحتسى النار مطويا على اللهب
بين المشانق حتى ملنى سأم
والصبر بين انتظار الموت لم يُصَب
كم من قذيفة بغى كممت لغتى
وأرسلت هادم اللذات فى طلبى
وساومتنى على نفسى فجُدت بها
فلْتهنئى بشظى نفس من الحطب
ولتغرسى فى كيان تاه عن جسدى
أسنّة من جحيم كافر الحِرَب
خذ كل حلمى ولكن لن يموت دمى
ولتستعدّ لأشباح من الغضب
دماى ترياق أرضى لا أضن به
عنها ولو ماتت الأمطار بالسحب
قلبى المراق حياة سوف يسكنها
جيل من العزة الخضراء فى العقب
تحيا الكرامة يا مصرى قاهرة
على ابتسامة نيل شاعر خصب
فلا تموتن إلا ممسكا رمقا
حرا عصيا على الطغيان والكُرَب
ولا تعيشن ظلا طوع سيده
تحت النعال طريح السمت والحسب
أمى، تعالى ترى نفسى ممزقة
مغصوبة من كيان غير ذى نسب
هيا اقرئى فوق أشلائى مغامرة
جربتها فأرحت النفس من نصبى
قدمت عمرى فدى عينيك سيدتى
فارضى فإنى رضيت الموت واحتسبى
لو ألف موت سرى بينى فلا.. أبدا
لن أنحنى..فاصمدى..لا ثم تكتئبى
ما الموت إلا حياة الحر فى شرف
إن ساوموه على عيش من الخشب
ما مت قبل وفاتى..كيف أنشرنى؟!
حتى أعيش إلى موت بلا صخب
داهمت نفسى مرارا بين أوردتى
فلم أجد لى فرارا_ بعد_ لم يغب
أماه ، إنى رحيق دونه سفر
فزودينى بحلم غير مستلب
مُدّى إلىّ دعاء سوف ينقلنى
إلى السكينة والحناء والعنب
حيث الحكومة عدل فى محاكمة
غير التى ذبحت حلمى على عصبى
وكنت أطلب إنسانية كُسرت
فى بلدة أسَرَتها نعرة الرتب
حتى سألت كهوف الليل عن وطن
قد ضاع بحثا عن الأيام بالهرب
متنا وكنا روايات مكفنة
فأنصفونا غيابيا بلا خُطب
لِمَ المدى فى جفون الكون منكفئ؟!
أم أنه ثمل من خمرة الرهب؟!
هتكت يا زمن الغيلان أنسجة
من البراءة حول الحب والرغَب
الفجر ضاع ومن للفجر منتظر
واستوحش النور فى مستنقع الحُجُب
الآن لن يستبد الحزن فى أفقى
سأنقذ الشعر من نازية الأدب
سأنفض الليل كى ينسال ملتمعا
تحرر الطيف من زنزانة الريَب
هذا التراب أنا ...ماهيتى رجعت
إلى التجرد من شخص من العُلب
أنا الندى فى اخضرار الوقت متكئ
حتى أسيل على فجر الصبا الرطب
أرتاح فوق خدود الصبح ...أحضنه
أمتد فى لهجة عشبية الدأب
أنا خيوط نهار مد طمأنة
على غد من أنين الأمس منشعب
فى قامة النخل إنسانيتى سكنت
فى القمح، فى التين، فى الرمان،فى العنب
فى (طور سيناء) فى (الإسكندرية) فى
مناجم القطن أو فى موطن القصب
للموت فى حَدق الأوطان شهوته
كأنها نوم حور طارح اللبب
والحق أوطان نور طعمها فرح
من كوثر فوق نبع الحب منسكب
فلو أعود بأوداج مهدلة
لقلت فى قوة مفتولة الغَلَب
مصر الحياة فزفونى على عجل
إلى الشهادة ثبْتا غير مضطرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق