الاثنين، مارس 12

النورس(شعرمصطفى محمد عصمت)


ارتحلي

بهدوء .. كما طير البحر

وعودى من حيثما جئتِ

بلا كلام بلا آلام

لا تُذَكِّرينى من كنتِ

فرغم القدر وإفك الأيام

أعلم .. من أنتِ

أرفض الذكرى وكل ما حكيتِ

أهناك عذر لذبح الحب

أمام عينيكِ؟

أهناك عذر يكفينى

بعد أن رحلتِ؟

ماذا تظنينى لتأتينى

وقت ما شئتِ؟

تتوسلين ... تتبرئين

كملاك وما أخطأتِ

أكنتِ غافلً ... واليوم أفقتِ؟

ظنى ما تظنى

سأرفض قربك كما فعلتِ

لا تسأليني أين محرابي

سأسألك لما جئتِ؟

أنا عاشق وأنتِ خنتِ

أنا جئتك وأنتِ رحلتِ

أنا رجل لا يبكي

وإن كنتِ يوما ما كنتِ

لِمِّي دمعك وارتحلي

عودى من حيثما جئتِ



أنا لا أموت اشتياقا

وإن كنت بحبك قتيل

لا تتحدينى فى أرضى

فالأُسُود لا ترحب بالدخيل

فلا تحسبينى خارجا من وطنى

وأنا ذليل

تبعتك كرسول للعشق جليل

فكان شعرى تقديس وتهليل

عبدتك فى رحاب قصائدى

فكان دعائى .. عويل

اليوم أرتد عن دينك العليل

أسأت الفهم فى حبك

تبا لحب هذا الجيل

تهت بصحراء الحياة

بلا زاد بلا مأوى بلا دليل

فلا تُكذِّبي صدقي

فأنا للعشق خليل

لا أنقض عهد الحب

له فى نفسى مَعزَّة وتبجيل

أأكبر من صبرى عليك دليل؟

ولما أعشق امرأة مثلك

تعشق التضليل

والهجر بلا سبب .. بلا داع .. بلا تعليل

فأنا ملك تخضع لي القلوب

ويخضع لشعرى الترتيل

أوشم من يرفضنى أسفل قدمى

وأهوى التعجيل



خدعوكِ من قالوا ليس عندي

عن حضنك بديل

خدعوك من قالوا

سيقتله الرحيل

اليوم تكشف الوجوه

وتقتل الأقاويل

فكل الضفاف تعرفنى

من أقصى شطآن النيل

بنيت جزيرة لنسائى

من زهر وخمر ونخيل

السمر والبيض فى أرضى

يتراقصون كما الخيل

وبكل مساء فى ليلى

يختلط الضحك والصهيل

فأستمع لدمع من هجرنى

كنهر بجزيرتى يسيل

ذلك ما تملك يداى ولكنى

معك كنت أصيل

فلا تتأسفين الرحيل

حظى بالدنيا من بعدك

ليس قليل

قد كنت كنورس فى بحرك

لا أعرف للموج بديل

أهفو للبر بشطآنك

ألدفء رمالك مثيل؟

تجذبنى الخلجان عن حضنك

وما عن حضنك كنت أميل

اليوم النورس قد رحل

وجاءك طير أبابيل

إن كنت المرأة فى العالم

وعزلك عن الهوى يستحيل

سأزهد الحياة سأسكن الدير

سأجد دونك سبيل



حتما ستشرق شمسى

وإن كان ضيها ضئيل

محفوظ مكانك بالماضى

وممر الذكرى طويل

احتفظى بقلمى وقصائدى

ولكِ الشكر الجزيل

ولتخبري عالم العشاق

بكل التفاصيل

فلتخبريهم

أن هذا القلم وصفك

واليوم عنك يستقيل

وصف رمشك الكحيل

كتب عن خدك الأسيل

وبأقدس أحبار الهوى

رسم فمك سلسبيل

هذا القلم وصف الأباطيل

وكم اليوم وصْفُك على قلمى

ثقيل



فكفانا اليوم

إفك ودمع وتمثيل

فلترحلي

لتجدى آخر قد يقبل

أن يعشق قلبك البخيل

أما أنا فسأصبر

فالصبر أيضا جميل

والله فى كل هذا حسبى

ونعم الوكيل

فلِمِّىْ دمعك وارتحلي

عودى من حيثما جئتِ

ولا تذكرينى من كنتِ

فأنا أعلم

من أنتِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق