الأحد، مارس 25

أسدٌ شاهدٌ على مِصر(شعر أمينة طارق الحلواني)

وقفتُ الدهرَ طولَ نهارهِ والدهرُ أعياني

يَمُّرُ الناسُ حولَ عروشي و لا يعيروني أدنى اهتمامِ

أنظرُ في الوجوهِ العابرة ، صامتة ً لكن مُعَبِّرة

أزأرُ فلا ينظرون إليَّ ، أزأرُ زئيراً مُؤازِرا

أزأرُ فلا أسمعُ نفسي وسط الجُموعِ المارة

تمُّرُ تارةً في الصَباحِ الباكرِ و تعودُ تارة



جَلَستُ في هذا المكانِ زَمَانا

جَلَستُ جاداً شامخاً

وُلْيتُ على حِراسةِ التاريخِ مُصانا

لأروي قِصَة َ الأيامِ عمّا كانَ



وَقَفتُ اليومَ أُراقِبُ الميدانَ

فوَجَدتُ شيئاً يذهلُ الأذهانَ

إذ فجأةً توافدت الجُموعُ تِجاهي

فوَجَدتُ نَفسي - كما أنا - أُراقِبُ في تَعالي

وظلَّت الناسُ تأتي من كُلِ اتجاهِ

هُتافُهم رَجَّ آذانَ السحابِ

زأرت أعلى فأعلى فإذ بالسماءِ

تُمطِرُ فَتُغرِقُ زَئيري ، بينما تَعلو الهُتافاتِ



أَكُنتُ أصَّماً عُمْراً بطولهِ ، أَمْ كانوا يَعْزُفونَ عَن الكلامِ

فالآنَ مَرَّت سِنينَ الزَمَن في بِضعِ ساعاتٍ وأيامِ

وكأنني وُلِدتُ شُجاعاً و حينَ جَبُنْتُ ماتَ كَياني

وها هوَ هذا الهُتافُ إذ باللهِ أحياني

وإذ بالدَمِ في عُرُوقي يُحَرِّكُني

وإذ بالقَلبِ يَنبُضُ بالأماني

وإذ بالعَزمِ يُولَدُ في كُلِ ساكنٍ

وإذ بالحُبِ تَدفَعُني للأمامِ أحلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق