الأربعاء، مارس 14

حينما تسلقت السماء(شعرنظير حسني جابر عبد المجيد)

وشاور ع السما وقاللي
مدينه أفلاطونيه بعيده عن قلوب الناس
وشاور ع السراب قاللي عليه ملكوت
وشاور ع الغيطان الخضرا
والكوديا
و ع الحضره
و ع الزرعه اللي طرحها ماس
و شاور ع القنايه وقاللي
عن شوقها لزعيق الفاس
ونبهني لحكمه ف خلقة النسناس
وصور لي بسرياليه
كيف يبقى الفضى إحساس
وكيف يبقى الضلام ونَّاس

وودَّاني... وقام جاني
ودوَّخ قلبي ونداني
وحبَّة يشوفني ينساني
وحبَّة يتوه ويلقاني
لكنه بنظرة رساني

وكان علمه مجرد رمز أو علامات
وكان صوته كلام ساكت بيترنح مع النسمات
وكان رأيه يصوغه بأقصر العبارات
وما يفتحش في الحوارات
وكان بيقوللي إن الكون
كيان قائم على التخمين
و كل أما تلاقي له إجابة
يتجلى قصادك سين
وقال لي كمان على المجانين
ومين بيقلد المجانين
وقاللي كمان....
على الغولة
وعفريت واحدة وسط الزرع مقتولة
و ع النداهة
و الديبة
و ع المسلوخة والشولة
و قاللي كمان على ام شعور
و عن خلخال في رجل الطور
و إن العِرسة
كانت بنت أمورة
و إن الشمس مأمورة
و إن الأرض مجبورة
و إن النفس لازم تبقى مكسورة
و بتراب الهوى البسام
رسم لي من الخيال صورة

و وداني وقام جاني
و دوخ قلبي ورماني
وخلاني جحا
معرفش تبقى منين أنا وداني
لكنه بكلمة رساني

بقيت تابع...
وبانسب نفسي للمتبوع
بقيت تابع
وهو اللي يشكلني
ويعربني
ويفردني
ويقسمني
بقيت تابع ومفعول بيه
وهو الفعل والفاعل
بقيت كالخرقة بين إيده
ومش سائل
واخاف اسأل!
واقول إزاي وليه وحرام
ليبقى عقابي اكون موسى
وأحرم نفسي من أجمل ليالي الخِضر
وبسهوله يرسيني على اقرب بر
واكون مضطر
وفهمني بإن العشق له ألوان
وأول خطوة فيه الود
ونهايته بتبقى جنان
وقاللي إزاي أروح واسكر
وبعديها اتسطل واشطح
وآخرتها تكون دوبان
وطال وصفه على النسوان
وقاللي ازاي جمال الله
بيتجلى في روح إنسان
في ريشة أو قلم فنان
وقاللي على المسيح الحي
وقاللي على الصليب الجاي
وقاللي ازاي يهوذا بيمشي فاتح صدره وسط الضي
وقلنا برده كام موال
على الصحبة و ع العشره
وعن كيد النسا والمال
وعن يونس في بطن الحوت
و ع الغربة و ع الترحال
وغنينا على الأحوال
ومهما يقوللي عن علمه
يا دوب حتة حجر تايه في وسط جبال
لكن علشان اطول نصه
هاعوز أمشي إليه أميال

وودَّاني وقام جاني
وجع قلبي وسوَّاني
ولكنه بلمسة رسَّاني

وكان شعره غريب منكوش ومتبهدل
وكان لبسه
ولا لايق و لا منسق و متهرول
وأوقات تشعر إنه رزين ومتعقل
وأوقات تشعر إنه اهبل
لكن نظرة عنيه كالبرق
وصوته يطوف بلاد الشرق
ونوره الساطع المبسوط على وشه
يبين لك بإنه اجمل ما جه في الخلق
تقولشي ملاك...!
وفيه بينه وبين الله
نداء آلي طريق واصل
كلامه ف كل شيء حاصل
ضاربها بصرمة مش هامه
معندوش حد أو فاصل
وفجأه لقيته بيقوللي
أنا ليا مزاج إني أموت حبة
تحب تموت شوية معايا يا ابن الناس؟!
فقلت له ربنا يخليك
على الجنب اللي ترتاح له براحتك موت
عدل نفسه على القبلة
وقام نطق الشهادة ومات
وسابني لوجدي باتدفى بنعيق البوم
وريح بتزوم
وأنِّةْ ضفدعة ترسم أهات الناي
ولون الفحم لما يثير حنين المية للكوباي
وطعم الشاي
مهوش مهضوم
وبعد شوية قولت أشوفه
لو يصحى ياخد حسي
ويثري بالكلام نفسي
فازعق فيه.... ما بيردش
أخبط فيه .... ما بيصدش
أحط إديا على قلبه
ما بيدقش
ده فعلا مات
أنا اتخضيت
وروحت وجيت
وقمت جريت على بيتنا
قالت لي أمي كان لسه هنا بيقولك ارجع له
أنا اتجنيت
جماد مشلولة أفكاري
أنا اتحليت
فقررت اني أعرف أخرتي وياه
ولبيت دعوته ونداه
وروحت إليه
ولسة باحط إيدي عليه
نفض نفسه ونفضني
على حس انتفاضة روح
وتمتم بالكلام صوته اللي كان مبحوح
هدي شوية وهداني
وبعديها شرع في البوح
وقاللي ماهي دي الفكرة
تحب تموت....
تموت عايش كيانك صوت
تحب تعيش...
تعيش ميت غرام مفلوت
وودَّاني وقام جاني
وسابني ف حيرتي وحداني
وحسه على الجبين مربوط

هناك تعليق واحد:

  1. هذه القصيدة رائعة وعميقة وتحلق في السماء، لقد أحببتها بالفعل

    ردحذف