الأحد، مارس 10

الدور الذي قامت به الاسكندرية في الأدب والعلوم خلال حكم البطالمة (شعرمحمد حسن جاد الحداد)


بطليمو الأولُ مهموم
                    فعديدُ الأجناس تَحْضُـر
عاصمةٌ  تبزُغُ للدنيا
                 ميناء على "وَسَطِ الأبحُر"
كيفَ توحيدُ ديانات ٍ؟
                   بل كيف ثقافة أن تـُنشــر
أتمناها مهدُ حضارة
                     فكيف الإنسانُ يتحضّر
وبلادُ اغريقٍ قد هُدّتْ
                    قد شاختْ ولم تَعُد تـُذكر
فلأحضِرَ منها فلاسفة  ،
                    مخطوطاتٍ.. كتبًـًا أكثر
فالشعرُ هنا (أيوفريون)
                     مصريّ النشأةِ تتصور
والنثرُ: علوم ٌ ، تطبيقٌ
                 ومعارفُ تـُـدرسُ وتـُقـَرر
وفنونٌ : نحتٌ ، تصويرٌ
                      تماثيلُ توشكُ تتحـرر
أعْظِمْ بها من عاصمةٍ        
                   تحوي جثمانَ الإسـكندر
فمنارةُ بحرٍ لسفائن
                       ومنارةُ علمٍ وتَحَضّر                        
مَجْمَعُ عِلْمٍ تابعُ قصرٍ                          
               بقيادة " ديمتريوس"الأشهر        
أحضرَ بطليموسُ الثاني                      
                    دفعتَها الأولي تتبلـور
والثالثُ أحضر من اثينـَا
                  أصولَ متون  لتـُصَـوّر
بـِـرَهانِ لحينِ إعادتها                          
                       ستة آلافٍ أو أكثـر
والمصري أقدم من فكــّر
              واخترع البردي كي يـُنشر
نقشٌ على حجر ٍ لعلوم ٍ
                     تواريخُ تسجلُ لتنوّر
في " بيتِ حياة ِ" مؤسسةٌ
                 تُلحقُ بمعابد ـ تتصدّر
أسّسَ "بانيبالُ " مكتبةً
       تحوي الآلافَ  ..   فلا تحصر                                              
بابلُ ..وقوالبُ من طين ٍ
                محروق تُنقشُ وتسطّر
وأرسطو : ( ليسيوم ) أثينـَا
                   أفكارٌ تـُدرسُ بتبحّر
سقراط ُ وحديث (اتيديموس)
                مجاميعُ كتب ٍ تتحضّر        
وهنا تتولـّدُ أفكارٌ                      
               تأسيس مكتبة الاسكندر    
أولي الهيئات ِ موحدةٌ  
                 لكتابٍ ـ والفكرُ تحرر                                             
يتنامَى عقلُ الإنسانِ
                 علمٌ وحضارةُ تزدهّـر                          
وتولِّد عند الأفرادِ
               شغفـًا بالكتبِ ، بل أكثر


هوامش:
بطليموس الأول ( سوتر ) تُوّج ملكا فعليا علي مصر سنة305 ق م وأفهم الشعب أنه ملك مصر منذ موت الاسكندر سنة 323 ق م وفي سن الثانية والثمانين من عمره تنازل عن الحكم لابنه بطليموس الثاني من زوجته الثانية برنيكي مفضلا ابنها على أخيه الأكبر كرونوس ( العاصفة  (ص/194 / 14 )  ( سليم حسن : موسوعة مصر القديمة )
لم يكن هَم بطليموس الأول قاصرا على التوفيق بين السكان الجدد  الإغريق - وأهل البلد من ناحية الدين ، ولكن همه البالغ هو رفع مستوي الثقافة ونشر العلوم وصولا بالاسكندرية لمنزلة لم تتمتع بها مدينة في العالم (ص236/14)
وطد أركان السلام ووضع كل الأسس الهامة والدعامات القوية التي سار علي نهجها البطالمة من بعده وأخذ يدرب ابنه بطليموس على فنون الحكم وأساليب السياسة .
رأي بطليموس أن بلاد الاغريق بلغت من الكبر عتيا وأصابها الفقر وليس في قدرتها المحافظة على شهرتها القديمة .
عاش في هذا المركز العلمي:إقليدس أبوالهندسة، أرشميدس ، ديونيسيوس ، هيروفيلوس، أريستاركوس وأعظمهم أرسطو وآخرهم سيدة تدعي "هيباثيا" (من مقالة بعنوان: "مكتبة الإسكندرية أول مركز للعلوم" د.سمير حنا صادق – أستاذ بطب عين شمس- جريدة الأهرام ".
أخذ في استعارة كل ما يمكن استعارته منها ( بلاد الإغريق ) من علماء وكتب وأراء، وأكمل ذلك ابنه من بعده وكانوا يفتشون السفن القادمة للبحث عن مخطوطات لنسخها وأعادتها.
تقدمت الإسكندرية في جميع فنون الشعر و(أيوفريون) شاعر إغريقي قضى معظم حياته في بلاده القديمة وفي سوريا ، وتحسبه مصريًا كأي شاعر يقطن العاصمة المصرية .
العلوم التطبيقية مثل الجغرافيا ، الرياضة ، الطبيعة ، الطب ، التاريخ الطبيعي  ، وفقه اللغة .
تماثيل بالمتحف اليونانى الرومانى تكاد تنطق من فرط دقتها ومطابقتها
يقال إن الإسكندر مدفون بها
الميوزيون هو مجمع بحوث علمية أكاديمي من مائة عالم يتناقشون يوميا في المسائل العلمية ، والمكتبة جزء من هذا المجمع ( ص 147/14)
استقدم بطليموس الأول سنة 294 ق.م ديمتريوس من أثينا وأوكل إليه تنظيم "الميوزيون "، وأقرب مثال له في عصرنا هو مجمع البحوث العلمية الأكاديمي ، والعلماء يسكنون ويعملون في هذه المؤسسة على حساب بطليموس متحررين من هموم الدنيا  ومتفرغين .
المصريون هم أول من فكر في تدوين أفكارهم علي الورق الذي اخترعوا صناعته ، ونشروه في العالم كله.
"بيت الحياة "( بر- عنخ ) هي دور ملحقة بالمعابد الكبيرة : أون ، منف ، طيبة وربما أبيدوس لحفظ كتابات وعلوم الدين وسجلات التاريخ والأدب ، وفيها العلماء والباحثون .
الملك آشور بانيبال أسس مكتبة مشهورة في بابل وآشور ( 239/14)
قوالب من طين تنقش وتحرق لتقاوم الزمن  ( اللغة المسمارية ) في بابل وآشور .
ليسيوم : مكان يقع بجوار اثينا حيث يعلم فيه الفيلسوفُ أرسطو تلاميذَه
اتيديموس : هو ثرى أديب من أهل إثينا جمع مجموعة كبيرة من أعمال شعراء الإغريق  وأساتذة الفلسفة وبقدر المستطاع حاول أن يستكملها ، اتضح ذلك لسقراط أثناء حديثه مع  المذكور فمدحه سقراط ، ومن سياق حديثهما يتضح لنا أن نسخ الكتب كان محل اهتمام بعض الأفراد لدرجة التخصص فى الأدب والفلسفة ... (ص242/14)
_________________________________
(*)ـ قصيدة من بحر المتدارك     يا ابن الدنيا مهلا مهلا             زن ما يأتي وزنا  وزنا
من : " ديوان مصر القديمة الجزء الأول  تحت الطبع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق