الأحد، مارس 10

وصيةٌ أخيرة (شعر صالح محمد أبو المجد الشافعي)

ستذبل أغنيات - فى مسامعنا – مكررة
فهاتى يا سعاد الماء وانصرفى
فقد يأتى الخريف مباغتا
ينسل بين حماقتين
وخنجر

لا جرح يعرف نفسه بين الخناجر
حين ينقسم المدى تحت الغبار
موائداً "للبنج بونج"
ويمرح الفرسان
تستأنس .. سيوف الله فى بعض المتاحف
والخيول تنام فى الأرض السراب
ستختنق المواويل العقيمة
بين أطلال الكتاب
فهاتى يا سعاد الناى وانصرفى
ولا تخفى
أحبك لا تغارى الآن
لا وقتاً لغيرتك الجميلة
سورى عينى بعينيك
وهاتى الناى وانصرفى
العيون هى العيون
وكل ثعبان يرابض فى جلابيب الكلام
لسوف يخرج
عارياً
متخبطاً من مس أنغامى
فهاتى الناى شرطيا- بدائيا
نظيفا
لم يلوثه القرامطة الكبار
بزيف جيتار -
ليخرج ما تبقى
فى جيوب المستحيليين
وانصرفى لطفلك
هيئيه لحصة التاريخ
والشعر الحماسى القديم
وأطلقى بعض البخور
على حبيبته
ودسى "ساندوتش الفول" بين متاعه
ثم اطبعى قبلاً مرقمة بأسمائى
بترتيب الحروف الأبجدية
واقرئي من سورة الأنفال حزباً آخراً
ودعيه للتاريخ يطحنه تواريخاً صغاراً
هكذا أطفالنا
فلتحفظى طقس الطفولة يا سعاد الآن
وانصرفى كأجمل وردة خطرت على بال الحدائق
كالهواء بلا رجولته
نسيماً رائعاً ومشبّكاً يده بأيدى
فراشتين تحلقان به ليشرب قهوة مضبوطة
بين الملائكة الذين يفتشون الطالعين
إلى سماء قصيدتى

هيا استعدى للقتال الملحمى
مسجلا سيبث بعد النشرة الجوية
اصطبرى
فهل نمتى
سآخذ فى اعتبارى النوم
أرفعه على اليوتيوب من أرض القتال
فربما سأموت فى البث المعاد
ستعرفينى جيدا من مشيتى بين الفوارس
يا سعاد وإننى شادى :
أنا جابى العرانين      بأسيافى الطواحين
أعلقها على كتفى        بأمعاء الشياطين
فهاتوا أنوفكم طوعاً     أعدوها لسكينى
أنا جابى العرانين    ومجنون الميادين
رأيتنى؟
فعذراً لست مرتدياً تمائمك القديمة
بعتهن لأشترى سيفاً جديداً
هل رأيتِنى؟
جرحت الآن
والدم سارق يجرى بكل مرونة
ما كان دافعه ليفعل ما أرى؟!
فلتدخلى من شاشة التلفاز
هاتى الماء وانصرفى سريعاً
مثل موجات الإذاعة
يا سعاد وهرولى
إن السيوف لواحق
لا تخبرى أحدا بأنى..............
أو بأنى ..........
يا سعاد
وهرولى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق