الأحد، مارس 10

القصيدة المقدسة (شعر إيمان عبد العال محمود السيد)

يراوغني البحرُ حين أحبك
يجدلني بأعتاب القصائد
يحاصرني بين شط الحديثِ وجمرِ الوسائد
يصارحني الفجرُ أنَ القضيةَ تعني الذبول بحوضِ الزمان

لننجبَ دهراً ينسبنا للفاتحين
يخبرني حبك أن أنسي لون المرجانِ المفقودِ علي أوتارِ العمرِ المدفونةِ في حبلٍ فاصل

منقوطٍ بدمي
أن الرُمَّانَ المعقودَ علي أبوابِ المعتزلةِ هذا مقتبسٌ من صورِ دمي
يخبرني حبكَ أن القهرَ المنغرسَ المعزولَ بألوانِ الطيفِ المسحورِ

تراتيلٌ من وحي الكون

حينَ يراك
يجعلني حبك مسموعاً .. لا مرئياً
قديساً أسطورياً
أكتبُ تاريخَ العشقِ علي عتباتِ العبادِ ..علي ثكنات الزهادِ
منصرفاً عن كرسيِ العرشِ المتآكل منذُ تولي ذاكَ الزائفُ ديوانَ الأحكام
يجعلني ذاك المصلوبُ بأبوابِ الجلادين ..

المستنشقِ عطراً من وحي المارين علي ذاكرتي حينَ تغيب
يجعلني حبك وثنياً رغم التوحيدِ
وصوفياً رغم الإلحادِ
وعصفوراً رغم الأصفادِ
ومسماراً في نعش ذاكَ المتشدقِ باللاهوت
أتبرأُ من صكِ الزيفِ المصكوكِ علي ختمِ الدولة
يجعلني حجراً للأوتاد
يجعلني مكياً في مكةَ
علوياً في بغدادْ
يخبرني أن الحلمَ المقهورَ المبتورَ الساق
قد ينجب ساقاً أخري إن شاء
أن الوطن يكون عظيماً حين يريدُ
يكون عقيماً حين يشاءْ
أصلي حين أحبك أكثر
خدعونا ... قالوا: إن العشقَ سيلهي عن ذكرِ الله

حبي يخبركَ بأن تحتاطْ
فالقلب محاطٌ بالطعنات
كل الجلادينَ هناك

قالوا إنَ العشقَ مباحٌ في الأسواق
كل الأسواقِ ملطخةٌ بهديلٍ حمامٍ ذبحوهُ علي أبعادِ بيوتٍ ثكلي كي يحتفلوا

فاحتفلوا برءووسِ السنةِ

ذبحوا كلَ فراخِ الطيرِ بناصيةِ الشارعِ هذا..

وابتاعوا واقتاتوا..

آه من وجعِ امرأةٍ حبلي صارتْ ثكلي ...

آه من سَوقِ المذبوحين

هل يمكن أن تحتلَ رقاعَ القلبِ الفارغةِ هناك .. حتى لا تتوجعَ مني
فأنا محتاجٌ لضريحٍ يجعلني أهدأ
لضريح يجعلني أبدأ
هل يمكن أن تغمرني بمساحةِ دفءٍ أكثر
أن تحتل الجزرَ المنشقةَ من جسدي عن حكمِ السلطانِ الأكبر
فتكون مُبَرَّأَةً من جبروتِ سهامِ الحربْ


هنا ..

كلِ الأضرحةِ مصوّفةٌ ومزيفةٌ
نصفُ الأضرحةِ ضلالاتُ قاطع طرقاتٍ يقتتات دماءَ الجهلاء

ليصرفَ همزاتِ المكتظينَ علي عتباتِ ديارهمْ الممسوسة

ليصرفَ ذاكَ الجني الأزرق ..

فلا يصرفه ولا ينصرفوا ..

فيسلبهم شرفَ العِرض وماءَ الوجهَ ..

ويتباهي كيفَ يضاجعُ نسوته ..

يبتاعُ ديارهمُ الكبري والصغري ... حاشا لله
كلٌ منْ أجلِ ملوكِ الجان
كل الأبعادِ مرتقةٌ بشظايا قناصٍ غادرْ

من زمنِ الأسلحةِ الفاسدةِ المارقْ

يسلبُ أردية الحجاج..

فلا تسترهُ ولا ينسترُ..

يشحذُ وسوسةَ الشيطان


هلْ يمكنُ أنْ أرتاحَ هنا ؟
فخطوطُ العرضِ تقاتلني
وخطوطُ الطولِ تجادلني
وتحاول إقناعي أن فؤادي كروي الأبعاد
يخبرني حبك: أن الأبعادَ الثابتةَ خرافاتُ طبيبٍ لا يعرفُ شيئاً عن ذاكَ الوحي القادم فجأة
كلٌ الموت القادمِ دونَ مواعيدٍ مسبَقَةٍ جاءَ

لأنَ دكاكينَ العطارِ امتلأتْ

فانتسبت لرغيفِ الخبزِ الملكيّ

وكفرتْ بالعشِق المتهالك فوق أسِرَتهم

آهٍ من طبِ العطارين



يخبرني حبكَ أن أصبح شعبياً حين أعيش
أصبح ملكياً وقتَ أغادر
لا أطلبُ وطناً من وطني .. لكني أطلب أن تكفلني وقت أغادر
أسألك بأن تصبحَ كفني
هل يمكن أن تصبحَ كفني؟
هنا الأكفان ملوثةٌ بعويل امرأةٍ تتعري ، في ثوبٍ ليليٍ ، فقدت عذريتها ، علي يد إقطاعيٍ يتنادى بحقوقِ الإنسان
علمني حبكَ أنَ الصوفيةَ لا تعني أن أقنعَ بفتتاتِ الخبزِ المشحوذ المتبقي من ذاك البوذي المصلوب علي وجهةِ أرضٍ تتسول ذاكرةَ النسيان
علمني حبك هربَ الليلِ الهاربِ من خدمة ذاكَ الجنديّ / في نوبة ذاك الشرطي / المتعاطي للأفيون/ حتى لا يُسألَ عن ذاك الأمن القوميّ المخشيّ عليه من وطأة وطنٍ مكلومٍ ، يقتتاتُ على الحرمان
آه من ذاك الوطن المغشي عليه من وجهِ رضيعٍ يخشي أن يقرب نهدَ امرأةٍ كانت أمّه ، لكن هويتهاَ ضاعتْ/ وقت البحث عن الأمن القوميّ الهاربِ في كأس الخمرِ الممتلئِ في حانةِ ذاكَ السلطان
يخبرني حبك أن الوطن الآمن لا يحتاج إلي قنديلٍ ..

لا يحتاجُ إلي حراس
علمني حبك أن أبرأ من ذاك الوطنِ المحمومِ المُتَأبط ِحريتهِ من شعبِ بلادِ الإفرنج المولودِ سفاحاً من غانيةٍ نامتْ وقتَ الفجرِ بأحضانِ أميرٍ عربيٍ غلبتهُ الشهوةُ بعد مساءِ خطابٍ سنوي في تلكَ الأرض المحروسة

المكتوبةِ علناً للفقراء

المملوكةِ سراً للثوارِ المرتزقين



يخبرني حبك مالون الثوارِ المأجورين
وما لون الثوارِ المنبثقين من الطغيان
يجعلني أغضب حين تصافح وجه امرأة أخري في الفنجان
علمني أن العشق يكون نفاقاً حين يكون بلا أشواق
علمني أن أهواك لكي أهواك
يرسلني حبك للمنفى عدة ساعات كي تقتات

وكي أشتاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق