وقفتُ أمامَ الصفوف
ورحتُ أقولُ:
"رسمنا على القلب ِ
وجهَ الوطنْ "
وكان الصغارُ
يصيحون خلفى:
"رسمنا على القلب
وجهَ الوطنْ" ..
كأنَّ الزمانَ يعودُ
ليكشفَ ..
أولَ قلب ٍ
عليه حدودُ الكنانةِ
منذ ُ عهود ْ ..
كأنَّ الزمانَ يعود ُ
فنلمح ُ
وجهَ محرِّرِ مصرَ
يلوحُ بحكمةِ ماضٍ عريق ٍ
يسوقُ على سمعنا
نفحة ً
من تراثِ الجدود ِ
فنذكرُ :
حين تضىءُ وجوهٌ
يموتُ الكلام ْ...
كثيرونَ
كانوا يريدون وَأْدَ الخريطة
كثيرون أيضاً
تصدَّوا
وشقُّوا طريقاً لجيلٍ سيأتى
يعانقُ غصنَ المحبةِ
يحفظ ُ
وجهَ الحبيبة ْ ..
وكانت دماء ٌ
تشكِّلُ كلَّ الملامح ِ
كُنَّا نقولُ:
سيأتى غد ٌ
وسينهض فينا نهار
يلملمُ ..
بعضاً من الذكريات ِ
ويزرعُ شمعا
على كلِّ أرض ٍ
ويبنى المنائر َ
فوقَ جبينِ العوالم ِ
حتى النهاية ْ ..
أراد المؤرِّخ ُ
أو لم يُرِد ْ
سيظلُّ بداخلنا النصر ُ
يعدو
من القلبِ للقلب ِ
يرسم ُ وجهَ الحقيقه ْ ..
زمان ٌ يدور ُ
فتهرم كلُّ حياة ٍ
وميدانُ تحريرِ مصرَ
لا زال شهما ً
يفيضُ علينا بأُسْد ٍ
تصونُ العرين َ
وتثبتُ
أنَّ الخلودَ قلوب ٌ
تهيمُ بعشقِ الوطنْ ..
غدا ً سيكونُ ربيعا ً
وتورقُ فينا شجيراتُ حبٍّ
ويزهرُ مستقبل ٌ
تتفتَّحُ فيه البراعم ُ
ليسَ بعيدا ً
فكلُّ المسافات ِتقتربُ الآنَ
تجمعُ جيلا ً أصيلا ً
ينكِّسُ كلَّ بنودِ الضغينةِ
يرقى بأسمى شعار:
"حفرنا
على القلب ِ
وجه الوطن"
عرفناكَ ..
- يا دهرُ –
كنتَ حكيما ً
أردْتَ بلادا ً تذيقُ الأعادىَ
طعمَ المذلَّه ْ
فكانتْ بلادى
ونحنُ هنا نحصدُ الخيرَ
نشهدُ لك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق