الأحد، مارس 24

بحر الحياة (شعر شريهان فؤاد محمد سرور)

بحر الحياة خضمٌ ثائرُ الحممِ

أبحرت فيه بلا خوفٍ ولا سأمِ

أهيم في البحر والأمواجُ تلطمني

أصارع الموجَ بالأخلاقِ والقيمِ

أغوص في البحر والحيتان ترقبني

فأتقيها بتقوى خالق الأمـم

أنا اللبيب إذا ما انتابني قلقٌ

ذكرتُ ربي والأذكار من شيمي

إذا أُصِبتُ بضراءٍ صبرت لها

وإنْ يُسرًا فإني شاكر النعم

لم أخشَ يوما من الدنيا موليةً

وما فرحت بها فالحالُ للعدم

ما كنت والوغدُ إذ أبدى مساوِئَهُ

إلا كما البدر للسارين فـي الظلمِ

عرضي عفيفٌ عن الأدناسِ أحفظه

لا يؤمَنُ الذئبُ كي يرعى مع الغنمِ

أكف شري فلا أوذي به أحدا

والخير أزجيه في قولي وفي قلمي

أضاحك الصحبَ مسرورًا برؤيتهم

لا حبذا كل خلٍ غير مبتسمِ

وليس من خُلقي قهر اليتيم ولا

نهر الضعيف ولا التشكيكُ في الذمم

ولست أرجو سوى الرحمن مسألةً

ولن أمدَّ يدي يومًا ولا قدمي

وإن أتاني من يرجو مساعدتي

أعطيه دونما من ولا ندم

إني لأرجو من الغفار مغفرة

أنجو بها في مقام حالك الظلم

لا أبغض الناس إلا عند معصية

فإن تولت توارى البغض للعدم

إذا سمعت حديثا من رويبضة

أظهرت أني مصاب الأذن بالصمم

ولست أصغى لنمام هوايته

قطع الصلات وتفريق لذي الرحم

أما الحسود فإني لا أجالسه

شر العباد خبيث النفس والشيم

أوفي بوعدي صديقي لست أخلفه

ولست أنقض عهدا خط بالقلم

السر عندي في بئر معطلة

إن أودعونيه لم أظهره فوق فمي

الصبر راحلتي والحلم منسأتي

نهلت من ساحل المعروف والكرم

أعاهد العلم عمري غير منشغل

بما وراءك يا دنيا من النعم

المجد تطلبه نفسي فتبلغه

ولست أرضى سوى التحليق في القمم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق