الأحد، مارس 24

وعْدٌ مِنْ صِلْصَالٍ (شعر أحمد إسماعيل إبراهيم)

لَكِ وعْدٌ مِنْ صِلْصَالٍ قديم
يَرْتَاحُ على أجْراسِ اليقظةِ
قلتُ لأقْلامي يوما:
( ماذا أكْتُبُ بَعْد )
ونَسَجْتُ مِنَ الصَّدى رُقُمِ الطَّينِ..
ومِنْ خيطِ الوقتِ كَسَوتُ شِرْنَقَتي
ومِتُّ طويلاً
كُنتُ أسائلُ نفسي أيْنَ بلادي
تسخرُ منِّى الأبواب الموصدة
والغرفُ الباهتةُ الباردة
أتوكَّـأُ حُزْني
كشراعٍ طَعنتْهُ ثقوبَ اليأسِ
أتفرَّسُ في طمْيٍ لم يجْتَرِحِ الشَّهْد
كمسلَّةِ ضوءٍ زَلَّتْ في بحرِ الظلماتِ
قلْبي النابِضُ خيطٌ
لا يَرْفو جُرحا
قلَمي المجْبولُ رحيلا يَهْذي
نيلي الآتي من عَدْنِ تؤجَّجَهُ ضجَّةُ فيضِ..
بلا فيضِ
أصْفاري لا تَعْني عددا
آهٍ يا وطَنَ المنْفى .. يا مَنْ تَبْحَثُ عَنْ أشْجَارِ النَّارِ..
وأَدْهَى
مَنْ يَحْمِلُ عنْكَ عَنَاءَ السَّـرِّ وأخْفَى
مَنْ يَِعْطيني قَبْضٌ من إثْرِ الروحِ
ليقوم الموتى
آه لولا تأتينا بيَّنةٌ
*************

ارحل
صُوتُ الصَّمْتِ لا يَبْقَى
الأرضُ ما عَادَتْ تَتَنَفَّسُ خَوفَا أو تَشْقَى
كان الشارعُ يترنحُ من وَطْءِ الأقْدَامِ
ومصابيحُ الأعمدةِ تطاردُ ظِلاً مُلْقَى
مُدُنٌ ألْقَتْ جَمْراً يتنفْسُ شَبَقا
جُدْرَانُ الأسْمَنْتِ تذُوبُ
كبيوتِ العنكبِ بَلْ أوْهَى
شُرُفاتٌ خَرَجَتْ مُعْلَنَةٌ بيْعَتَها الكُبرى
رائحةُ الأكتافِ شتاءٌ ينهضُ مِنْ ضَجَرٍ تُنْفِضُ عَنْ كاهِلِها كُلَّ غُبَارِ الموتى
 يحْتَشِدُونَ كأشجارِ الأعيادِ.. وأبهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق