الأحد، مارس 17

ترانيم لامرأة البوح (شعر محمود محمد محمدين)



أتصوغُ في جَوْفِ الظَّلامِ خُيُوطَ فَجْرٍ
أم سَتصنعُ مِنْ تَباشيرِ الصَّباحِ زمرّدةْ؟

تاجاً لرأسِكِ يا حبيبةُ .. إنَّكِ الْمُتَمَرِّدَةْ

لكنَّني سأظلُّ دَوْماً عاكِفاً

قالوا: يؤوبُ الآنَ موسى

إنَّني سأظلُّ دَوْماً عاكفاً

أيكونُ منكمْ: "لا مِساسَ"؟!

فإنَّني عِشْـقاً أذوبُ وأحترِقْ

أحيـا أراودُهـا :

حبيبةُ .. هَيْتَ لَكْ

حتَّى أرى بُرْهانَ ربِّي يَأْتَـلِقْ

فأقدّ مِنْ دُبُرٍ ومِنْ قُبُلٍ مَعاطِفَها

وأُلْبِسها غلالةَ نَشْوةٍ بَوْحِي

وأعْصابي عُقوداً تَرْتَمِي

مِنْ جِيدِ أحْوَى ساحرٍ هَوِيَتْ عَلَى نَهْدَيْنِ مِنْ عطْرٍ تَداعَى في دمي

وعَلَى فَمِي :

آهٍ .. شَبَقْ



يا نَشْوَةَ البَوْحِ الضَّبابيِّ الجميلِ

أُقيمُ في محْرابِكِ المبسوطِ

أبْتَهِلُ الْتِمَاساً لِلألَقْ

***

مِنْ ياسمينِ عشيقتي ضاعَ العَبَقْ

ويمرُّ فوقَ صباحِ خَصْرٍ

- آهِ -

بُرْكانُ الشَّفَقْ

فتذوبُ قَطْرَ مُزَيْنةٍ سالتْ

فطهَّرَني ورَوَّاني غديرٌ

هلْ يهيجُ الكونُ فيهِ سنا

نشيداً مِنْ فَراشاتٍ

وعِطْراً قدْ دنا

زَهراً تَراقَصَ والمُنَى؟

وهلِ احْتواني يا زمانُ مَدَى الأفُقْ

أمْ سِلْتَ يا لحمي على مُدَى القَلَقْ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق