الثلاثاء، مارس 5

تَبَلُد (شعر محمود سامي)


حالة من الركود

سكون يغدو ضفتيه برائحة اللاشيء

هما اثنان ..

في هذا المكان النائي

لا يسترهما شيء

واضعا يده حول رسغها

أمامهما مشهد لفيض

ينهال علي أرضه سابا و لاعنا

إنها الخمر!

بها ما يكفي ليحيل حياتهم جنة..

تتراص الزجاجات حولهم في تبعثر

يختار الكلام

ويخيم الصمت!

الحراك ...

صمت!

يختار الهرب

فيجد من يعيده

ويأخذها!

هناك من يأخذها بعيدا .. بعيدا

إنها تجر من شعرها الأسود

الأسود!

بعيدا عنه!

هو ساكن مكانه

في تبلّد ...

يتلاقا ذهنيا:

- أحبك.

- عذاب

- أحبك

- مغفرة

- أحبك

ويخيم الصمت !

في تبلد تركها

تركها ناظرا لتدفق الخلق من حوله!

تركها

للاشيء!

قرر أن يمكث في مكانه

ساكنا

حتي لا يؤذيَ

كان أضعف!

لم يتبق في يده إلا بعض خصلات من شعرها

الأسود!

وطعم خمرها مازال في شفتيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق