الثلاثاء، مارس 12

وصبرٌ جَميل! (شعر أنس النيلي)

سأُمسي وحيدًا أُصلّي ، أُغنّي . .
ويُعْلَنْ صباحًا : " مُجنَّدْ قَتيلْ "!

لَهُ سُمرَتي ، وشعري المُجعَّد . .
وإسمي ، وسِنّي . . طويلٌ نَحيلْ!

تَغْضَب جموعٌ ، وتخْرُج ؛ فتهتِف . .
وأُدفَن ؛ فأُنسى كعابِر سَبيلْ!

وتَبقين أنت تَقُصّينَ ذِكرى . .
بعينٍ تَزوغُ ، ورمْشٍ كَحيلْ!

حينَ التقينا ، وكُنَّا صِغارًا . .
وحين اختبأنا خَلْفَ النخيلْ!

فيكِ ذُهولٌ ؛ لأنّي رَحلْتُ . .
وتَسْعيْنَ دومًا لحَكْيٍ بَديلْ !

سافرتُ مثلا ، أو أنّي أُمازِح . .
أو أنّي أُمازِح ، ومَزْحي ثَقيلْ !

تَلومينَ هَرَبي ، وَوَعْدي إليكِ . .
بألا أُفارِق ، أو أَستقيلْ !

إليكِ إعتذاري ، سأشتاقُ دَوْمًا . .
وأصْبِر كثيرًا ، وصَبْرٌ جَميلْ !
وأَذْكُر كلامًا ، ولَحْنًا ، ورَقْصَـا

أسمع خُطاهُم تَزيدُ إقترابًا . .
ما عاد َ وَقْتٌ . . حانَ الرحيلْ !

وأرجوكِ ألا تَملّي إنتظاري . .
فإنَّ أمامي غيابٌ طَويلْ !

عِديني بألا تُصْغي إليهِم . .
كلامٌ سيُحكى ، وقالَ ، وقيلْ !

سيُحكى بأنّي وَفيٌّ ، وخائِن . .
ويُحكى بأنِّي وَضيعٌ نبيلْ !

ويُحكى بأنّي ، وأنّي ، وأنّي !

سأُمسي وحيدًا أُصلِّي ، أٌغنّي . .
ويُعْلَن صباحًا : "مُجنَّد قَتيلْ" !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق