الأحد، مارس 24

صَرخَةُ الرّوح ( شعر محمد خالد زريق فرحات )

تَهوي الخُطُوبُ  على   أَحوالِـنَـا  حِـلَلاً         تَضيقُ بالنَّفـــسِ  والأَعــناقِ  والبَدَنِ
فَــلا مَــلاذَ  لَـنَـا مـِن  حَـرِّ جُـذْوَتِــهَا         ولا طُــهُورَ  لَــنَا  يُـنـجِي  مِنَ الأَسَــنِ
لُــبسَــاً  لَبوسَاً  يَشُـدُّ  الحَبـلَ  يُـــوثُقُهُ         يَحشُو الذِّرَاعَ مع الأجسادِ في الكَفَنِ
تُدْمَى البَنَانُ مِنَ الأَظْفَارِ إِنْ حُشِرَتْ         فِي جُعْبَةٍ مِنْ منـايـا الدَّهـرِ وَ المِـحَنِ
انظُرْ تَرَى الــبَــينَ فِي الأَقوامِ إِذْ صُرِمُوا         فــلا تَــكَادُ تَـرَى وَصلاً مِــنَ الهَــوَنِ

حتّى لِيـُبعَثَ   طِفلٌ  مــن   رُفَـاتِـهِمُ         يبكي  على  أَثَــرِ  الأقوامِ  و  المُدُنِ
يَشــكو بِصوتٍ علا في  ساكنِ  الظُّلَمِ         يَغدُو  صَفيرَ السَّما في مَسمَعِ الزَّمَنِ
كَــفـــِّي كَــقَـافِـلَـةِ  الأَحـزَانِ   حَـامِـلَةً         دَمعَ  الشّـــــــآمِ  إلى  بَاكِيه ِ في اليَمَنِ
يا  وَاحَةَ  الرُّوحِ  إنَّ  القَومَ في  ظَمَئٍ        أيـــّانَ مِنك  النِدَا  و  الوَاحُ  في  وَهَنِ
يَا حَامِلَ  اللَّيلِ إِن أَرجُوكَ مِن سَكَنٍ        يَا حَامِلَ النَّجمِ اجعلْ في السَّنا سَكَنِي
كم بَاعَدَ النَّاسُ نورَ الحرفِ عن قَلَمِي       حتّى يـُـثــــَـارَ غُبَارُ  الحِقدِ  و   الدِّمَنِ

يُبقِي  لَنَا  الطفلُ  بعضاً  من كرامتنا        يـطوي  الجِـراح  كـطيّ   البحرِ  للسفنِ
يُجمّعُ   الكــلـمـاتِ  الغــُـرَّ  يــُرسِــلُها        فِعلَ  الشَّـــتيتِ  مع  الآمـالِ والـظّــنَــنِ
يُــدوِّنُ  الجُــوعَ   و الآلامَ  في  ورقٍ         فلا  يُغَيِّرُ  سِـــــــــرَّ    الأَمرِ   من  عَلَنِ
الشّـــــعرُ  آهةُ  عُمري  و ابتِسَــامَتُهُ        و صَرْخَةُ  الحُبِّ  و  الحِرمَانِ  و الفِتَنِ
و قِصَّةُ  الجَّهلِ  لُؤمُ النَّفسِ و النَّفَسِ         و بسمَةُ  العينِ طَرْفُ الغَمضِ في الوَسَنِ
أهدتْ  ليَ  الرّيحُ  حبّاً  مِنْ سَنَابِلِهِ         و الطّيرُ  بَاحَت  بِسرِّ  الحَرفِ  للغُصُنِ
و البدرُ غَازَلَ نَجماً منه في سَــهَرٍ           و النَّجمُ في سِـــــنَةٍ و السِّـحرُ في جُفُنِي
إنّي  إِذَا  ضَاقَتِ  الدّنيَا   أَلُوذُ  بِهِ           لَوذَ  الغَريبِ  بِحُضنِ  كُلِّ  ذي  وَطَنِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق