الثلاثاء، مارس 5

وصية (شعر خالد محمد يسري البوهي)

(إذا متُّ فابْكِينِى بما أنا أهلهُ)
وبوحى أنينَ اليُتم يا ابنة خالدِ
فبوحيه منْ نزفِ المشاعر فى الدجى
إذا الدمع غشَّاهُ اكتئابُ الوسائدِ
وبوحى أغانيكِ البريئة علّنى
ألاقى أماناً فى مغارةِ بائدِ
ولا تهجرينى فالفراقُ يذيبنى
حنيناً ينادينى ولستُ بعائدِ
ولا تكتمى ذكرى أبيكِ فربما
يطيبُ حديثُ الذكريات بشاهدى
فأخلو وحيداً شاعراً مترنما
بذكرى وتغريدٍ وصبرِ مجالدِ
ولا أختبي خلفَ المدى متألما ً
بنزفِ مراراتٍ تكبلُ ساعدى
هنا موعدى وسطَ البلاءِ وإنّما
يلذُّ مماتٌ فـى زمانٍ معاندِ
فكم عشتُ عمرى حالما ً متمردا ً
وكم رام إلقامى فتات الموائدِ
وكم كنتُ أبغى أنْ أعيشَ سعادةً
وكم كان يبغى موبقات الأباعدِ
وكم قلتُ دعنى يا زمانُ فإننى
أعيش حياةً تستريب قصائدى
وما كل قولٍ يُستطاب قصيدة ً
وما كل حـــرفٍ يستهلُّ فرائدى
ولكنّ حرفى دائماً متفردٌ
قلادةَ عشق ٍ فى صدور النواهدِ
ودمعةَ حزنٍ فى أنينٍ مؤجِجٍ
ولحظةَ حزمٍ من عزيمة ماجدِ
وترديدَ آهات الوجود وحسبهُ
مواويل شعرٍ رغم وطئة حاقدِ
إذا قلتُ شعرا للحيارى فإننى
أبوح بحرفى عن حياة مكابدِ
ألوذ بفنى يا بنية... رددى
على قبر فنى أغنياتٍ أوابدِ
ولا تتركينى مستباحا ً بوحدتى
وصبى أمان الحرف فوق المَشاهدِ
وضمى دواويناً تغَنَّت بقصتى
وأنتِ دواوين الحياة لفاقدِ
وأنتِ سلامٌ وانتشاءٌ وراحةٌ
لجثمان مدفونٍ أسيفٍ وواحدِ
وأنتِ صلاةٌ للحياة وحسبها
نعومة ظلٍ واختلاجة ساجدِ
وأنتِ صلاةٌ للممات إذا سرتْ
أنيناً رقيقاً من تراتيل شاردِ
وأنتِ حنان القلب يا (سارَةُ) التى
تشهيتها ضماً بلهفة عابدِ
فصلى على قبرى بشعرى فإنهُ
حياةٌ لموتِى واحتضارٌ لحاسدِ
وبوحى إلى الدنيا صلاتك إنها
صلاةُ حنينٍ واشتهاءٌ لوالدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق