الاثنين، فبراير 25

اللقاء الأول (شعر مُصطفى يحيى)

سأفكرُ جديًا في عشقك
لو أني ..
أملكُ قلبا
لكنّي ..
في زمنٍ ماضٍ متهدّم
كنتُ وضعتُ بهذا الصدر
حجرًا أبكم
لم يحدثُ شيء في تلك اللقيا
أبدًا لم يحدث شيء
في وسط القاعةِ كنّا نجلس
كرسيانِ ومائدةٌ ..
حفنةُ أوراقٍ تنثرها ، وتلملمها
وتبسم
تنظرُ خلف قناعي
تلك الطفلةِ
تتركُ عيناها تتسلقُ مُدني وأوجاعي
تحلُم
لكني في صمتٍ يخنقُ أعماقي
أجلسُ أتألم.
لا شيء تضيقُ به مُدني
غير الأشباح
غير ظلامِ الليلِ ، وعمق الفقدِ ، و صوت الأرواح
لا نجمٌ يضوي ، لا قمرٌ ، لا طائرُ يشدو..
لا أحلام
لا شيء سوى الوجع الساكن أبدًا عمق الدار
لا شيء سوى الحلم المصلوب بعيدًا فوق جدار
ورياحُ الليلِ تلملمُ في الطرقات
بقايا القصر المتهدم
لم يحدث شيء في تلك اللقيا
يمرُ النادلُ يحضرُ شايًا أو قهوة
تتردد في قاعتنا أصداء الغنوة
وأنا أجلسُ خلف الصخب رفيق الجلسةِ
أهدمُ أسواري وسدودي
وبابي الأعظم
لكن الطفلة تلهو خلف قناعي
تمرحُ .. تضحك .. ترفعُ ضلعًا من أضلاعي
تبحثُ في صمتٍ مبهورٍ عنّي
يقلقها أحيانًا ظلمةُ مُدني
فتقرر فجأة ..
أن تقف بعمقِ الظلمةِ تشعلُ شمعة
تسقطُ دمعة
وإذا العينانِ بشغفٍ تلحظُ
حلمًا مفقودًا ،قد فك القيد ليسعى
وإذا المدنِ المسحورةِ تأتلقُ
وتضوي فيها رائحةُ الحب
لكن الريح المسعورةُ تهجمُ فجأة
فيعود الحزنُ إلى الطرقاتِ
كما كان ..
رسولاً أبكم.
لم يحدثُ شيءٌ في تلك اللقيا
مما يحدثُ بين العشاق
أركضُ خلف سرابي أحيانًا
أحيانًا تملأ ضحكتها عمق جراحي
فيرقرقُ دمعي الأحداق
تتداعى حينًا ، تتمطى أحيانًا اخرى
تحكي عن زمنٍ آخر لا أعرفهُ
لم يأتي بعد
أو كان بعيدًا في عمقِ الكون المتحطم
لا أعلم ..
إن كنتُ سعيدًا
أم أني أنعى اوجاعي
إن أوصلني سفري لآخرِ دنيانا
إليها ..
أوَ كانت هي آخر هذي الدنيا
لا أعلم
لكنّا في آخر تلك الليلة
تصافحنا
وتمنى كلُّ رفيقَ لرفقتهِ
حظًّا أعظم
وها انا أمشي وحيدًا
في سفري المحمومِ بعيدًا
نحو المبهم.

هناك تعليقان (2):

  1. ممكن تقولى ابعت ازاى

    ردحذف
  2. يرجى قراءة الشروط وكيفية إرسال العمل على الرابط التالي. مع خالص التمنيات بحظ سعيد.
    http://bibalex-poetrycontest.blogspot.com/2013/02/blog-post.html

    ردحذف