الأحد، فبراير 17

مريم الأخرى (شعر د.أحمد فرح)


عتبة دخول:

إن الحزن الذي جعلك دائما تحملين حقائب السفر

ورحلك في غربة لا تنتهي نحو منافي الروح

ليس لعيب فيك

إنما لعيب فينا نحن

***

حلمه بالشفاء ما زال نيئا

سيظل مريضًا بالحنين إلى مدينة لا تشبه مريم

ما عادت تمنح العابرين الشرفات و السحب بالمجان

ويخرج في المساء مريضًا

يمنح ظله للمصابيح رشوة

كي لا تدل عليه

يصيح بآخر ترام جامح

يوعز إليه أن يرحل المدينة إلى الجراج

حين ينهضه العابرون

يتذكر بعد قليل أنه سقط

فيفرك عينيه مازحا

ويضحك ملء قلب مريم

وكفأر أعمي

يحاذي حوائط خشنة لا تعرفه

يبحث عن شوارع جانبية مظلمة

تحمل فى شرفاتها المناشف وتناديه

لتمسح ما اتسخ من الثياب والذاكرة

بقدر اتساع خطى مريم

يمشي ... ويمشي ...

أكثر مما تطيق الشوارع

عبثا يفتش بأصابعه أصوات البنات عن مريم

علها تسد رمقه لأن يكون أكثر آدمية

بفاكهة من فرح ودهشة

تزرعها في كفه حين تصافحه

ولأنها تثق في خيالها

سوف تمنح نفسها لبراءته

حين تقرر:

أن تهندم أعضاؤها لرؤاه وأصابعه

فيعيد اكتشاف أنوثتها من جديد

الأنوثة:

أول عاشقة لمواسم جنى البنات على جسدها

***



عتبة خروج:

لماذا كل شرفة يستظل بها

تصوب مزاريبها نحوه؟

ولماذا كل سحابة ينتقيها

تمطر فقط عندما لا يكون ظمآن؟

ولماذا مريم في شرفتها لا تري الأعمى وهو يراها؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق