الخميس، فبراير 14

سلامُ الروح (شعر ميسون النوباني)

وداعـــا لا تُـــــقالُ إذا التقيــنا
و قد همــسَ العناقُ لخافقـــينا

بأنّا عاشـــــــقانِ بلا فــــراقٍ
وأنَّ الـــبعدَ مكـــــتوبٌ علينا

فلا ترمِ القلوبَ بـــــذات بيــنٍ
ولا تأتِ الهمومَ وإن أتيــــنَ

أُيمِّمُ شطرك الأحـــلامَ دومــا
ومـــــا قلنا ومـن قال اكتفينا؟

أراك إذا نـــثرت القلب بُعـــدا
سيجمـــــعه الودادُ إلـى كلينا

وما ذَرَفت عيونُكَ غيرَ دمعي
فكــــــلُّ شـــكاية رُدَّت إلينـــا

لعمرُكَ إن رحلـتَ لأيِّ أرضٍ
ستســــعى للوصال كما سعينا

وقد تَرِدُ المدامـــةَ بـــعد نأيي
فما ذنبُ الكؤوسِ إذا انتـــــهينا

تُحاكمُها و تكســــــرُ كلَّ كأسٍ
إذا هتــــفَ الســـلافُ بما لدينا

أتعرفُ كيف صار العشقُ نهرا
غزيــــرا ماؤهُ يمشي الهوينــــا؟

يموجُ على الضفاف بغــير قيدٍ
وقد يروي الفـــلاةَ إذا بكينـــا

فهل جفَّ الفراتُ وصار بيدا؟
أيُمحى مثلُ وشمٍ من يدينــــا؟

مياه النيل هل ترضــى بأرضٍ
سوى مصر التي منها استقينا؟

غَدي يصفو صفاءَ الأمس منّي
وما همّــــي اليبابُ إذا ارتوينا

فدَعْ دنيـــاكَ للدنيا و كــــنْ لي
سمـــــاءً أمطرت قلبـــا وعينا

وروحـــا لا تفارقني وليـــلا
يرى سهر العيون عليـــكَ دَيْنا

وكن شمسا إذا ما البرد يـــأتي
عميقا لا يُزالُ بـــما ارتـــــدينا

سلامٌ مسَّ روحــك ثم روحــي
فعــــدنا كالصـــغار لوالــــدينا

نميلُ كما الزهورِ لِمــا عشقـــنا
ونرقصُ كالفراشِ إذا اشتهــينا

ونملأُ كأسَــنا فرحا ونمضــي
كأنَّ العمرَ يســـــكبُ ما ارتجينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق