الأربعاء، فبراير 6

طريق العاشقين ( شعر صالح عبد العظيم فتحي خليل)

إِنْ كُنْتَ تُخالِفُ عاداتِكْ

وَتُحِسُّ سُـمُوًّا في ذاتِكْ


وَيُطِيفُ بِقَلْبِكَ إِحْساسٌ

عَطِرٌ في سـائِرِ أَوْقاتِكْ


وَتَهِيمُ بِهِ .. وَتُنادِمُهُ

حَتَّى .. حَتَّى في صَلَواتِكْ


فَالعاشِقُ أَنْتَ بِلا رَيْبِ

افْتَحْ أَبْوابَكَ لِلْغَيْبِ

وَاسْمَعْ وَاحْفَظْ عَنْ ساداتِكْ

*

عُشَّاقٌ قَبْلَكَ قَدْ هامُوا

سَهِرُوا بِاللَّيْلِ وَما نامُوا


فَالْعِشْقُ طَرِيقٌ تَسْلُكُهُ

لا يَصْمُدُ فِيهِ النّوَّامُ


امْضِ وَلا تَسْمَعْ عُذَّالاً

فَكَلامُ العُذَّالِ حَرامُ


ماذا سَيَضِيرُكَ إِنْ لامُوا ؟

مَنْ ذا سَيُغَيِّرُ جَنَّاتِكْ ؟

*

اذْهَبْ في السِّرِّ إِلى الدَّارِ

وَتَعَلَّمْ حِفْظَ الأَسْرارِ

 

اذْهَبْ .. وَطَرِيقُكَ مَأْنُوسٌ

لا تَخْشَ بِهِ مِنْ أَكْدارِ

لا تَخْشَ فَإِنَّ يَدًا تَرْعاكَ

هُنا .. هِيَ فَوْقَ الأَقْدارِ

مَحْرُوسٌ .. فَامْضِ ولا تَشْغَلْ

فِكْرًا بِعَناءِ الأَغْيارِ

*

مَشْغُولٌ أَنْتَ عَنِ النَّاسِ

مَوْعُودٌ بِشَـرابِ الكاسِ

 

فَاشْرَبْ .. وَاطْرَبْ .. وَانْشَقْ عَطِرًا

وَانْـعَـمْ بِتَـجَـلِّي الإِحْـسـاسِ

 

مَوْرُودٌ حَوْضُكَ يا حِبِّي

مِنْ قَبْلِ حُلُولِ الأَرْماسِ

*

نادَيْتُ عَلَيْكَ بِلا عَدَدِ

وَهَفَوْتُ إِلى نُورِ الـمَدَدِ

 

وَذَكَرْتُكَ فَانْعَقَدَتْ شَفَتايََ ..

بِلا سَبَبٍ .. فَمَدَدْتُ يَدِي

 

أَرْجُو وَأُؤَمِّلُ أَنْ أَحْظَى

فَأَنا ابْنُكَ .. مِنْ وَلَدِ الوَلَدِِ

 

وَجُدُودِيَ أَبْناءُ بَناتِكْ

حاشا أَنْ أُحْرَمَ كاساتِكْ

*

 

مِنْ حُبِّكَ جِئْتُ عَلَى عَجَلِ

عُـذْرًا إِنْ طَـوَّلَ بي أَجَـلي

 

الوَقْتُ تَأَخَّرَ بي زَمَنا

لَكنِّي مُنْذُ سِنينَ هُنا

أَشْتاقُ فَيُدْنِيني أَمَلِي

 

وَلَكَمْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسي

فَسَكَبْتُ بِحارًا مِنْ وَجَلِي

أَنْ لا أَلْقاكَ .. فَيا وَيْلِي

إِنْ كُنْتُ طَريدًا مَأْخُوذًا

عَنْ دَرْبِ النُّورِ بِرَوْضاتِِكْ

*

إِنِّي لأُخالِفُ عاداتِي

وَأُحِسُّ سُمُوًّا في ذاتي

وَطَرَقْتُ البابَ عَلَى خَجَلٍ

وَقُبُولي هُوَ أُمْنِيَّاتي

 

بِبِضاعَتِيَ الْمُزْجاةِ أَتَيْتُ ..

فَعُذْرًا .. عُذْرًا ساداتي

 

أَنا أَهْلٌ لِلتَّقْصِيرِ .. وَأَنْتُمْ ..

أَنْتُمْ .. أَهْلُ كَمالاتِ

 

مِنْ نُورِ النُّورِ أَرُومَتُكُمْ

طِـبْـتُمْ يا أَصْـلَ الْخَيْراتِ

*

حِبِّي .. في الأوَّلِ وَالآخِرْ

في الْمَجْدِ لَكَ الْحَظُّ الوافِرْ

لَكَ مِنِّي قَلْبِي وَلِسانِي

فَاقْبَلْ تَسْبِيحَةَ إِيمانِي

وَاغْمُرْنِي بِالضَّوْء الباهِرْ

 

فَأَنا في بَيْتِكَ يا مَنْ هُوْ

هُوَ يُحْسِنُ إِكْرامَ الزَّائِرْ

وَأَنا الحامِدُ وَأَنا الشَّاكِرْ

وَأَنا الحامِدُ وَأَنا الشَّاكِرْ

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق