الاثنين، فبراير 25

أُغِيرَتْ خُزاعَة (شعر محمد عبد السلام أحمد)

(1)
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيهُمْ "بِلَادَ الْجِوارِ"
وَتَبْكِي ، هُنَا مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ

فَتُكْسَرْ ..
فَتُؤْسَرْ هُنَا بِانْتِظَارِ الْقَرَارِ

(2)
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيهُمْ "بِلادَ الْجِوارِ"
فأبكي عليهم
إلي أنْ أَرَاهُمْ "جَمِيعًا" فَأسْعَدْ قَلِيلا ..
إلي أنْ أَرَىْ بينهم طيف شخصٍ قَتَلْنِي
فَأبْكِي قتيلا ..

إلي أنْ أَرَىْ عِنْدَهُمْ "حَسْرَةً في جِمَاعة "

تَجَمّعْ رُؤوْسُ الْبِلادِ الْمُطِيعَةْ ..
تُصَلّي فُرُوضَ الْبِلادِ الْمُطَاعَةْ ..
هُنَا تِحَتَ قَاعَةْ ..
تَدَاعَتْ شُقُوقُ أنْقِسَامٍ لَدِيّهِمْ لِسُوءِ الصِّنَاعَةْ ..
لَهُمْ نَظْرَةٌ عِنْدَ بِدْءِ الْكَلامْ ..
لَهُمْ نَبْرَةٌ مِلْؤها خِيبَةٌ رُغْمَ سُوءِ الإذَاعَةْ
يُعِيدُونَ قُولَ الزَّعِيمِ الْهُمَام :
"أَيَا كُلَّ ثَكْلَى .. عَلِيكِ السَّلامْ !
أَيَا كُلَّ مَنْ مَاتَ عِنْهَا وَلِيٌّ عَلِيكِ السَّلامْ!
أيَا كُلَّ طِفْلٍ، وَزَوجٍ، وَأَبٍّ عَلِيكِ السَّلامْ!

عَلِيكِ التَّصَالحْ لِفَرضِ السّلامْ
عَلِينا جَمِيعًا هُنَا أَنْ نُطَأْطِئ رُؤِوسًا كِرَامْ ..

لِفَرضِ السّلَامْ..
وَنَنْسَي صِرَاعٍا وَ ثَأرًا و نَارْ ..
وَنَرْمِي جَمِيعًا هُنَا مَا لَدِيْنَا .. دَمَاءًا .. رُفَاتًا .. وَحَتَي الْعِظَامْ
بِأَدَني بِحَارْ ..
وَنَبْنِي الْحِوَارْ يِعِيشُ الْحِوَار ..
يَعِيشُ السَّلامْ "

وَكَانَتْ وَصَايَا الزَّعِيمِ الْعِظَامْ ..
كَأُمٍ تَنَاسِتْ فُنُونَ الرَّضَاعةْ وحِينُ الْفِطام ..
وَرَاحَتْ تُمَارِسْ فِنُونَ الْغَرَام , فُنُونَ الْوضَاعةْ
فَأبْكِي كَثِيرًا ..
إذَا مَا أسَرّوا بِلادِي بِضَاعَةْ ..
وَبِيعَتْ عَبِيدًا بِسُوقِ الرَّقِيقْ
وقَالوا بِعُنْفٍ
"كَفَاكُمْ صُرَاخَا فإنّا نَضِيقْ
وَضَعْنا أخَيرًا خَرائط عديدةْ لهذا الطريق

لصلحٍ فعلنا لحقن النفوس" ..
لعَمْرِي فَعَلْتُمْ لِفَرْطِ النَّطَاعَةْ

(3)
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيهُمْ "بِلادَ التّيُوسْ"
طَلَبْنا قِرَاعَ الْكَتَائِبْ ، لِثَأرٍ وَحَربٍ ضَرُوسْ
وَلَن نَلْتَقِي- ذَاتَ يَومٍ - عَدُوًا سَوَى بَالْعُبُوسْ
فَلا نَشْوَةٌ مِنْ نِسَاءٍ لَدِيْنَا , وَلا مِنْ خُمُورٍ , وَلا مِن دَرَاهمْ ..
ولا لَذّةٌ مِنْ رَنِينِ الْكُؤوسْ ..
ولا تَعْتَلِيْنَا قُرُونٌ فَنَرْضَي عِنَاقَ الْبَغَايَا ..
ولا تَعْتَليْنَا بِخَوفٍ قَنَاعَةْ ..

(4)
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيهُمْ " بِلادَ الْجِوارِ "
إِذَا كَانَ دَمًّا فَلا شَأنَ لَلصُّلْحِ أَو لَلْحِوارْ
وَلا لابْتِسَامٍ أَمَام الْمَرَايَا ..
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيهُمْ وَجُوعُ الْعَرَايا نِتَاجُ الْحِصَارْ ..
هَنِيئًا هَنِيئًا بِلادَ الْجِوَارْ !
أَقَامُوا عَلَي الصُّلْحِ قَتَلا وسلبًا وألفي دارِ ..
أُصِيبُوا هُنَا بِعْدَ صُلْحٍ فَعَلْتُمْ بِدَاءِ السُّعَارِ بِدَاءِ الْفَظَاعَةْ

(5)
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيكمْ " بِلادَ الْجِوَارْ "
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيكمْ هُنَا كُلُّ سَاعَةْ ..
مُذِلٌّ هو الصُّلْحُ إِنْ كَانَ فُوقَ الأَراضِي الْمُبَاعةْ

دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيكمْ هُنَا كُلُّ سَاعَةْ ..
مُذِلٌّ هو الصُّلْحُ إِنْ ألْبَسُوكمْ ثِيَابَ الْوَدَاعَةْ .. وَسَمْعًا وطَاعَةْ
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيكمْ هُنَا كُلُّ سَاعَةْ ..
مُذِلٌّ هو الصُّلْحُ إِنْ كَانَ فُوقَ الْحُقُوقِ الْمُضَاعَةْ
دِمَاءُ الضَّحَايَا تُنَادِي عَلِيكمْ هُنَا كُلُّ سَاعَةْ ..

" أُغِيْرَتْ خُزَاعَةْ " - لسَبْعينَ عَامًا - " أُغِيْرتْ خُزَاعَةْ " ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق