الأحد، فبراير 17

كان يا ما كان (شعر سيد حسن عبد الرحمن)

كَانَ يَا مَا كَانْ

بِنْتٌ تَوَضّأَ وَجْهُهَا

بالنّورِ تَلْعَبُ

فَوقَ أعشَابِ السّعَادَة ِ

فِى مَكَانٍ مَا

هُنَاكْ

بِنْتٌ تُدَاعِبُهَا

مَلائِكُةُ الحَدائِقِِ

كُلّمَا مَرّوا عَلِيهَا

يَلثُمُونَ وُرُودَ وَجْنَتِهَا

وَجَبْهَتَهَا الحَلِيبْ

فَوقَ سَاعِدِهَا المُرَفّهِ

كَانِ يَرْقُصُ

عَنْدلِيبْ

كَانَ اِن غَنّى تَجِئُ

غَزالَة الأحلامِ عَدْوَاً

مِن بَعِيدْ

كَانَ طِفْلُ العِيدِ

يَرْسُمُ

فَوْقَ مَعْطَفِهَا المَرَاسِمْ

تَسْتَخِفّ الَبنْتَ فََْرْحَتُهَا

فَتَجْمَعُ

فِى حَدِيقَتِهَا المَوَاسِمْ

كُلّ شَئٍ كَانَ يَرْفُلُ

فِى الغِنَاءْ

وَالسّمَاءُ

تَعُجّ بِالمَطَرِ المُلَوّنْ

كَى تُعَيدَ الزّهْرَ

فِى شَجَرِ الخريفْ

مِن ثِمَارِ الصّيفِ تَلٌ

طَلّ مِن ثَلْجِ الشّتَاءْ

جَدّتِى كَانَتْ تُوَاصِلُ

حَكْيَهَا لِى هَكَذَا

وَأنا أُحَلّقُ

فِى بَرَاحَاتِ الحكايةْ

هَائِمَاً مِثْلَ الفَرَاشَةِ

بَينَ أزهَارِ الربيعْ

يِقْتَفِى أثَرِى قَطِيعٌ

مِن ظِبَاءْ

حُمْتُ حَوْلَ المَاءِ تَلْهُو

بَهْجَةُ الأفْرَاحِ بِى

مُغْمِضَاً عَيْنِى أحَلّقُ

ثُمّ أفْتَحثهُا وَأنْقُرُ

فَوقَ أبْوَابِ الحكايةْ

كُلّمَا فَرَغَتْ

سَألْتُ عَنِ البدايةْ

رَاقِصٌ قَلْبِى

وَعَيْنِى لا تَنَامْ

ألْفُ عَامٍ مَرّ

مِن عُمْرِ الرّحِيقْ

فِى طَرِيقٍ

لا أرِيدُ لَهُ انْتِهَاءْ

فِى بِدَايَاتِ التّحَوّلِ

أدْخَلَتْ لِى جَدّتِى

فِى الدربِ غُولاً

أحْمَرَ العينينِ يَصْرُخُ

نَمْ وَاِلا

أيْقَظَتْ َخَوْفِى فَنِمْتُ

كَى تَظَلّ البنتُ

تلعبُ

والعنادِلُ ..

والملائكُ..

والغناءْ

والمواسمُ..

والمراسمُ..

لوحةُ المطرِ الملونِ

فى السماءْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق