الخميس، فبراير 7

فصول امرأة بلا أبجدية (شعر أمنية طارق بكر)

(1)

آن لك أن تعرف ...أن نبوتي حلم لن يأتي

فارحل عن محطات الانتظار ...

سأكره أن أخون توقعاتك

أيام عمري التي ولت كان في جيدها حبل من مسد

كنت طفلة في مدينة تعشق وأْد الأطفال

راهقتُ في زمن مصاب بجفاف عاطفي مزمن

انتشر ككوليرا الزمن الأسود

مصل فطري أنجاني .. جيناتي لم تقبل طاعون مدينتنا

ودعت الموتى والمرضى ...وبدأت أجمع أخشابي

وبنيت الفلك بأعينهم..مع علمي أن لا طوفان سينقذني



(2)

تحت أستار الليل أتاني من أخبرني أن الملأ يأتمرون لقتلي

حذرني من شمس الغد..ولأول مرة كان الصبح قريب

لبست عباءة آخر ليل حالك ووليت وجهي قبل المبهم

ما ودعت المدينة السوداء...



(3)

أربعين دهرا تهت في الأرض

وكذبت على نفسي ذات الكذبة

من شعب الله المختار أنا أيضا

ولكن من زاوية أخرى..

أسميت ضياعي ألف مسمى .. وبأحد لم أشدد أزري

في بطن الحوت قضيت العمر

لم ألهم فيه إلا آخر جزء من دعوة يونس

وأساء الفهم حبيب الأمس..ألقيت عليه ستار السلم

صرحت: أن يا عشق افعل ما تؤمر

لم تنزل أضحيتي...



يوسف لم يقتل غدرا .. كيد الأخوة لم يفلح

ذئب .. بئر .. سجن .. ملك وكواكب سجدت



(5)

في سواد أزمنتي التي ولت

في داخل أمر كان ينبئني بمجيئك

كبشارة الزمن الجميل ... بعثك الله لي فتحا مبينا

وبدرا طلعت على مساكن الخوف بداخلي

يا ماء زمزم التي ورت عطشي بعد سعي لا منتهى له

يا طفلي الذي وضعته في اليم بيقين إلهي فعاد يرضع من ثدي

يا سفينتي التي حملتني من طوفان لأمان لم أعرف بوجوده

يا ضربة قدمي من تحتي .. ورطب النخلة من فوقي .. في وقت مخاضي من ذاتي

أعلنتك حلمي ... ومبدل خارطتي .. ومغير تاريخي

ورأيتك إسلاما بعد الشرك سنين

وقرأتك قرآنا يثلج صدري

يا خاتم الأحباء ... وآخر رسالات السماء

إن امرأة مثلي اتخذتك رجلا

فاخلع نعليك قبل أن تخوض في جرحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق