الاثنين، فبراير 25

الأمس ... اليوم (شعر أحمد سعيد محمد الشايب)


الحقُ عالٍ لن يزولَ ولا سيحجُبُه غِطاءْ

وَيَدُومُ في كَنَفِ الوُجُودِ وَإنْ تَوَارَى في الخَفَاءْ

بِالأمسِ خِلْنَا أَنَّنَا دَوْمًا سَنَحْيَا فِي شَقَاءْ

أَوْ أَنَّ حُكْماً نَافِذاً يَقْضِي عَلَينَا بِالعَنَاءْ

فسِهَامُنَا قدْ كُسِّرَتْ فِي وَسْطِ مَعْرَكَةِ البَقَاءْ

فُقَرَاؤُنَا قدْ أَيْقَنُوا أَنَّ الوَفَاةَ وَهُمْ ظِمَاءْ

وَالبَعْضِ مِنْهُمْ قد فَنَى بِالأَمسِ ... بَِحْثاً عَنْ رِدَاءْ

آبَاؤُنَا يَسْعَونَ كُلَّ السَّعْيِ بَحْثاً عَنْ غِذَاءْ

أبْنَاؤُنَا لَمْ يَأمُلُوا مُسْتَقبَلاً فِيهِ هَنَاءْ

وَنِسَاؤُنَا لَمْ يَمْلِكُوا غَيْرَ البُكَاءِ أَوِ الدُّعاءْ

وَالطِّفْلُ يَصْرُخُ شَاكِياً داءً ... وَقد حُجِبَ الدَّوَاءْ

وَالقُبْحُ يَسْعَى بَيْنَنََا مُتَرَنِّماً وَسْطَ الغِنَاءْ

وَالجَهْلُ قَيَّدَ عَقْلَنَا وَعَلَيْهِ قَدْ كَتَبَ الرِّثاءْ

حُكَّامُنَا ... وُزَرَاؤُنَا قد خَدَّرُونَا فِي دَهَاءْ

ظَنُّوا بِأَنَّ المَالَ وَالسُّلْطَانَ يَأتِي بِالبِقَاءْ

سَرَقُوا بِلاداً أثمَرَتْ ذهَباً فَصَارُوا أغنياءْ

قتلُوا قُلُوباً ما مَضَتْ ... قد كَانَ شِيمَتُهَا النَّقَاءْ

******* ****** ******

عِشْنَا مِرَاراً فِي الظُّلَمْ .. فَاليَومُ قد وَجَبَ الضِّيَاءْ

وَاليَومَ نُعْلِنُ أَنَّنَا فرْسَانَ حَرْبٍ أَقوِيَاءْ

وَاليَومَ نُثبِتُ لِلْوُجُودِ بِأَنَّنَا أَهْلَ اللِّقَاءْ

يَا حُمَاةَ الظُّلْمِ لَسْنَا مَن تَظُنُّوهُمْ هَبَاءْ

لا تَسْتَهِينوا بالشَّبابِ ولا تَظُنُّوهم غُثاءْ

نَحْنُ الشَّبَابُ .. وَنَحْنُ مَنْ سَمِعَتْ لِصَرْخَتِنَا السَّماءْ

نَحْنُ الشَّبابُ وَقَدْ نَصَرْنَا فَي القَدِيمِ الأَنْبِيَاءْ

وَشُعُوبُ كُلِّ الأَرْضِ قد نَظَرَتْ إِلَينَا بِاقتِدَاءْ

قُلْ للملوكِ قد انتهى عَهْدُ التَّذلُّلِ وَالرَّجَاءْ

قلْ لِلجَهُولِ وَقَد مَضَى عَهْدُ السَّذاجةِ والغَباءْ

قل للظَّلومِ قَد انقضى عهدٌ مِن الظُّلم وَجَاءْ

عَهْدُ الرجولةِ والشبابِ وعهْدُ مَن عَرِفَ الوَفاءْ

هَا قد ظُلِمنَا .. وَانتفضنا .. فانتصَرنا بِالإِبَاءْ

قَد مَاتَ أَهلَ الذُّلِّ وانْهَزَمُوا ... ولا نبغي عَزَاءْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق