الثلاثاء، فبراير 12

ظلّ الخليل (شعر أحمد السباعي )

سفر طويلٌ والرمال مُضاءةٌ
والظلُّ أبيض والمتاع الحكمهْ

تتساءل الصحراء في ظلمائها
مَن ذلك الرجل المضيء كنجمَهْ؟

وطنان في القلب الجريح كلاهما
 منفى.. ولا هذا الطريق أتمَّّهْ

القدس ملءَ رؤاه.. حلم شارد
والبيت ذكرى .. والذبيح وأمَّهْ

يتلفَّت القلبان يحدو خطوه
من تحت خطوته ستنبت كرمهْ!

خطواته يطوي الطريق قداسة
ودموعه في الشوق تكسر حزمَهْ

وظلال إسماعيل طفلا ظامئا
وبكاؤه بالليل،  يؤرق حلمَهْ

لبكاء إسماعيل يرفع وجهه
وصلاته، في المسجدين، وصومَهْ

ما حطَّ عصفور  يرتِّب عشَّهُ
إلا وذكَّره فهبَّتْ نسمَهْ

يدعو فتدعو الأرض تحت ظلاله:
رباه، إسماعيل.. تنزل رحمهْ!

قف يا خليل الله تلك بيوتهم
 لا قدسَ .. لا داوودَ حلوَ النغمهْ

لا بيت ثمَّةَ.. لا مسيحَ ومريمٌ
  تهوى الحِدادَ ولا نخيلٌ ثمَّهْ

هيّئ جوازك فالطريق جمارك
 والضفّتانِ ذبيحتان.. ِلتُهْمهْ!

أنى التفتَّ فدون دربك حاجز
 ووراءه جالوت يحرس وهمهْ

أحفادك الأيتام نحن دموعُنا
ميراثُ إسماعيل.. ضمَّد يُتمهْ

ومسير هاجرَ تيهنا اليوميّ 
  لم نوقدْ دماً.. إلا  لتنـزف غيمهْ!

صرنا رماداً.. لم يُقل: يا نار كوني..
حسبنا: يوماً أضأنا الظلمهْ!

صرنا طوائفَ.. صار دينك ديدناً
للمارقين وللقياصر عصمهْ

- ما هذه الأصنام؟ - تلك مخافرٌ
 ليزيدَ.. شيَّدها يثبِّت حكمهْ

- آبار ماءٍ  تلكَ؟ - تلك دماؤنا
 تُمتصّ منا أمةً.. عن أمَّهْ!

ظَمَأُ الحسين بكربلاءَ رَواؤنا
ترسو على شفتيه أقدس بسمهْ

كم مرجفٍ في البيت أظهر حبَّهُ
يخفي اليزيد وراء شيبِ اللمَّهْ!

شعبٌ كأيتام الحسين وكلما
 ثمل اليزيديُّون.. كانتْ قمهْ!

آمنت بالقدرين.. هدِّ قلوبنا
نحن الفداءُ إذن.. ففيمَ الحكمه؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق