الثلاثاء، فبراير 12

بوح القصيدة (شعر فؤاد ضيف الله)

هذا أنا... أَقتاتُ من شعري المُنى

وأمدّ من ورق القصيد لحافي

أسرجتُ من وهج الحروف مشاعري

وأضأت في تلك السطور قوافي

وهنا المدى حولي ظلامٌ دامسٌ

يمتدُّ بي أفقاً بلا أطراف ِ

وتقول لي الأشواقُ ألف حكايةٍ

كم رفرفتْ من حولها أطيافي

عصفور شعري كمْ تناءى طيفُهُ

في حالك الظلمات والأحقاف

ومضت بنا الأيام

والأحلامُ تطويها السنونُ

لتبتني من فوقها آلامَنا ... أوجاعَنا الثكلى

صدى أحزاننا

يرتدُّ رجع الصوت

بوح قصيدةٍ مكلومة ٍ

من غير ما إيقاف ِ

هذا ندى آمالنا الخضراء يشربه النوى

وضياءُ أحرفنا تصادره الرياحُ

وتقتفي آثارَه بين الرمال يمامة ٌ

كم وزّعت خطواتها دهراً على التقتير والإسراف ِ

خطّت على رمل الهجير رسالةً

بملامح عربيةٍ

لكن بدت "عبرية" الأوصافِ

وأتتْ تُضمّد جرحها وتقول لي: "أنت الذي.."؟

فأجبتها: "...فارقتُ دجلة أرتجي ماء الفراتِ

أصابني ظمأُ الهواجر"

حرّكت أهدابها فيضاً

يغالب في الجفاف جفافي

وتساءلتْ:

"كيف الظما والنهر جارٍ

والمدى كل المدى ماءٌ بغير ضفافِ"؟

قلت: "السبيل إلى ضفافك رغبتي

لكنني ضيعتُ في موج الأسى مجدافي"

هناك تعليق واحد: