الاثنين، فبراير 25

قبل الغارة (شعر هاني سيد أحمد رمضان)


يا غارات حروف
بتوَّقع المعنى في بحر يتيم لُغة
هيشوفنا موتنا لحد آخر نبض حي
والموت...
محدش فينا هيشوفُه اتلغى!
يا تاريخ واخدنا طول وعرض وبالقفا!
من كُتر نبش الجرح ..غمَّضنا ، جماعة ،
وصرخنا وادِّينا الصدى أمل الشفا
وأخدنا من تأنيب ضَمَايرنا مناعة
يا قلوب ورا الدنيا بغيابها مْسبَّقة
وبتخترع موت للحياة ومعشَّقة
كل النواقص في البشر وملفَّقة
مسخ الحقايق من قاموس: إشمعنى انا !



"إنتاجُنا القوميُّ طاقة مدفأةْ
دمُنا الوقودُ ودفؤها لعدونا"

****

يا غارات حروف
الصرخة مُبتذلة في حارات البكا
ولأي لكنه هتهربي مُستهلكة
مش ساكنة برضُه أي قلب
من الصخور دي كلها
هِنا الإجابات ابتدوا بْكلمة أشك..
وقبلها
مكنش فيه صوت أسئلة
كان اليقين
بيعدّى بين جهل اختلافنا صدِّته
حالة توحد بين قلوب المُنكرين
يا تاريخ واخدنا طول وعرض وع القفا
أدمنَّا جَلد هروبنا ـ منّا ـ كأنه لص
درس العِبَر متهوم بكُفر الفلسفة
الشوف لـ تحت الرِجل .. جمْع دموع
وبس
الذكرى مش نافعة قلوب نبضتها ناكرة
والـ "لو" حروفها بشيطنتها بنت خطف
الـ "لام" بنحذفها بألفها نبقى نَكِرة
والـ "واو" بنحذفها ميبقاش بينَّا عطف
يا تاريخ واخدنا من: حبال المشنقة
م المستعمرين و لحد: شنقنا نفسنا


"بخلافِنَا الهمجيِّ نعمي من رأى
وعمى القلوبِ على الطريقِ يدلنا"

*****

يا غارات حروف
بتوَّقع المعنى في أحبار دمنا
الصورة مُنعكسة ف سطور
مش كاشفة نور
ولا مُنشئه
حاضر ميزان الفُرقة غايب
أي مقياس تفْرِقة
وحلمنا بيلم نَفَسُه
من صدورنا رئة رئة!
ويلم صورتُه من العيون الحَالِمة
شرط التشابه بينّا ف نهاية المطاف
إننا منحلمش ونخاف
كلنا
نفتح قلوبنا لحد أبواب السما

يا تاريخ ف آخرك لفِّة جايَّه مشَرَّقة
راجعه بمكانَّا بس مش هنكون هِنا!!


"من قالَ إن الشمسَ وُلدت مُطفأةْ
هوَ ذاتهُ من طمسَ رؤيتنَا بنا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق