الخميس، فبراير 7

وردة بلاستيك (شعر محمود مصطفى محمد)


وردة بلاستيك..

على قد القرش اللي ف جيبه

ماهو عيب يدخل بإيديه فاضية

متحايل ع الدنيا تسيبه

ماسكاه بسنانها، ومش راضية

متعلّق في سبنسة أوتوبيس

تعليقة المسروع م الخضّة

يقطع تذكرة ولا الوردة؟

ماهو لازم حاجة هتتبدّى!

(إلحق صاحبك، صاحبك أخدوه ع المستشفى)

عمّال بيأمّن ع الوردة، وبيلعن في السكّة الواقفة

وإذاعة صوت الحُب صراخ بيشَوْشَرْ م الراديو البايظ

وماحدش سامع للغنوة، علشان أصل ماحدّش عايز..

يصْحى الإحساس وسط الزحمة

كل اللي يحس لازم يبكي!

ماهو حال الناس جُوا الأوتوبيس

يصعب ع الكافر، ويبَكّي

خبّط ع الباب، هدّى السواق السُّرعة، ونَطْ

المتشعلق يا ينُط، يا ينزل آخر الخط، مايقفش الأتوبيس علشانه

المتشعلق واحد من ناس مابقتش خلاص فارقة معهاهم،

من كُتر ما همّ بيتهانوا!

دخل المستشفى العام يجري، والإستقبال مكتب فاضي

راح على كرسي الساعي بيسأل، وكإنه على منصّة قاضي!

واقف في خشوع،

والساعي بينهش في فطارُه زي المفجوع

وبيسأل: فين..؟ قبل أما يكمّل للساعي، دوّر وشُّه

ولأنه خلاص شايف نفسه دبان متعوّد على هَشُّه..

من تُقل الدنيا قَوَسْ ضهره، أثبت ضعفة بتَنية أَتَبُه

تخّن جلده وساب الساعي، وطلع فوق دوّر على صاحبُه

وأخيرا بعد مشقّة ذُلْ، إنكشف الحل،

ووصل على باب أوضة العيان

ودخل ملهوف، وسلامة الشوف!:

هل فعلا ده الموجود إنسان؟!

شايف واحد وملامحه إنغمست جُوا الدم

متكسّر عضمه على الآخر، والمشهد تم..

لما الهلكان م التعليقة ف باب الأوتوبيس..

علشان وردة بلاستيك متجابة بقرش رخيص

مَدّ فـ جيب لبسه المُسْتَعْمَلْ جاب الوردة بإيد موجوعة

وإنكسف الغلبان م المنظر، طالعة له الوردة، مقطوعة

وإداها لصاحبه المتعوّر، همّا الإتنين بطّلوا يشكوا

قاموا إتسنّدوا على قلة حيلة دنيتهم تاني وضحكوا

طالعين على باب المستشفى، والإتنين ضاربين تفليسة

وقف الأوتوبيس قدام منهم، بَصُّوا على الباب بَصّة خبيثة

وإذاعة صوت الحُب صداع، وماحدّش سامع ليه لسّه

بالذمة: إزاي واحد يسمع أغنية وهوّ على سبنسة؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق