الاثنين، فبراير 25

العُصفور يتعلَّم الحُرِّية ..! (شعر أحمد عادل الرديني)

كُنَّا ثمانينَ طائراً ..

لا نطير ..!

قلّما غردنا أو علَتْ أصواتنا ..

نرفرف قليلاً ..

نتهامس ..

نتنفس بالكاد

ونقف خائفين ..

على حافة الحياة

كنتُ عصفوراً بين بضعة عصافير ..

وسط مجموعة الطيور ..

يملكنا رجلاً كبيراً ..

منذ خرجت من بيضتي ..

من ثلاثون يوماً ..

لم أرَ غيره ..

لا يحكمنا غيره ..

ووجدته أمراً خطيراً


وسط القفص الفقير ..

عشتُ حزيناً ..

لا رغبة لي في التزاوج ..

لا أمل يوماً أن أطير ..

هو يضع لنا الماء

والحَب ..

لكني أردت أن ألمس السماء ..

أن أصافح السحاب ..

وأن أتذوق طعم ..

الحُب

وذات يوم مجيد ..

قررت مع رفاقي ..

ولأول مرة ..

العصيان

وبدأنا نهزّ القضبان ..

فقد طفح الكيل ..

ووصل غضبنا لمرحلة ..

الغليان


وقفنا يومها بلا خوف ..

نريد الطيران ..

تعالت زقزقتنا

وتعالت ضحكاته ..

ساخرة من ضعفنا ..

ثم فتح لنا القفص ..

ببرود ..

وبدلاً من أن يطلق سراحنا ..

أدخل علينا بظلمه المعهود ..

الفئران .



دارت معركة

ومعركة ..

وسقط الريش ..

وماتت عصافير ..

وعصافير ..

لكننا لم نيأس ..

وطلبنا العيش ..

وزادت رغبتنا ..

في التحليق



بعد ساعات ..

إمتلأ القفص بالدماء

الطاهرة ..

وتعجب الرجل من تلك الظاهرة ..

وفرَّت الفئران القاسية

إليه ..

تاركةً خلفها الباب

وحلمنا ..

على مصراعيه



في أولى محاولتنا للطيران ..

سقط البعض ..

وفي الثانية ..

يأس البعض ..

لكن نحن العصافير ..

ورغم علمنا بطول الطريق ..

ورغم أن الرجل الكبير ..

قبل إنهياره ..

قد أشعل في القفص الحريق

ورغم حديث عهدنا بالحُرية ..

إلا أننا أخذنا نردد ..

أغنية


سنتعلم الطيران

وإن كلفنا ذلك ..

حياتنا ..

فلا طعم لحياة بدون ..

حريتنا ..

سنحلق بعيداً ..

لأبعد الحدُود ..

ربما عانقنا السماء ..

ربما سقطنا ..

في النيل ..

لا يهم ..

طالما أن العصافير القادمة ..

ستتعلم ..

درس مهم ..

ستعرف وهي تقبل

يوماً الشمس ..

بأنه لا يوجد أبداً ...

مستحيل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق