الاثنين، فبراير 4

أشجار الصفيح (شعرعبد الواحد جاد سيد أحمد)



(1)

النخلُ الشامخُ فوقَ النيلِ
يخورُ، ويسقطُ فوقَ الناسْ !!
والنهرُ يجفُّ يموتْ
والناسُ سكوتْ
والولدُ الحالمُ بعروسِ النيلْ
واراهُ جفافْ!

(2)

عودُ النعناعِ الناعسِ
في حِضْنِ البَهْـوِ
سيصحو ذاتَ صبـاحٍ
ويُعطّـرُ أرجاءَ البيتْ
لكـنَّ الكلبَ الخائنَ سيبول عليهْ


(3)

تفاعيلُ القطيفةِ لم تكن من أجلنا
كانتْ لأجلِ فراشِ بيتٍ
من قصيدِ الأدعياءْ !

(4)

عادتْ منذ ثلاث قنابلَ للبيتِ الطينيّْ
تنزفُ دمعَ الكبوةِ
فوقَ أكفِّ الرجفةِ
تبحثُ عن آخر ولدٍ يدفعُ ثمنَ الدمْ !


(5)

مصدومٌ
هذا الولدُ القادمُ من خَلْفِ المِرْآةِ ؛
لكي يتبرّأ منّي !!

(6)

شجرُ المُرِّ
يلفُّ ذراعَهُ
حولَ الدارْ
ويُدلّي عُنْقُودَهُ
بينَ يديِّ البنتِ المشنوقةِ في الشُّرْفةْ

(7)

هذا فؤادي فاقطعيهِ،
واقـْرَأي وِرْدَ العذابْ
ما عاد أمْرُكِ يُستجابْ
كلُّ الذي بيني وبينكِ:
فتْـنةٌ
صمتٌ
وخوفٌ
واغترابْ


(8)

مِنْ نَفْضةِ الصلصالِ
تصرخُ واحةُ النخلِ الذبيحْ
وحمامتانِ من البنفسجِ بالهديلِ تُعلّمُ النخلَ النوَاحْ
هلْ - فيهِ- تلْـتـئم الجراحْ ؟!
وهناكَ في زمنِ الخداعِ
سَيعْـتلي صدرَ المنابرِ
صوتُ أشجارِالصفيحْ !

(9)

النادلُ المجنونُ
يشربُ علْقماً من نَخْبِها !
فلْنعتصرْ من كفّها كأسينِ للموتِ البطيء

(10)

ونَدْخُلُ دائِرةَ الصبْرِ
نسْـرِجُ أعْمَارَنا كالمصابيْحِ
- في ظُلْمَةِ الليـلِ-

تَمْنَحُ أنْوارَها للبناتِ اللواتي يُطرّزْنَ أحْلامهنَّ بدمْعِ العيونْ!

هناك تعليق واحد:

  1. مقاطع من نوع القصيدة الومضة بها تكثيف، وايحاء، والذات الشاعرة ذات ثورية تحرض ضد الظلم والظالميين... قصيدة أكثر من رائعة

    ردحذف