الاثنين، فبراير 20

مزمور الدهشة (شعر حمدي هاشم حسنين)

أماه يأخذني التذكر للحسين
تمدد النعناع يلثم
وجه ذياك الفتى
مادت به الأرض
استحال  له البنفسج
سلما
للحزن
للغرف / الضنى
أماه
من سيُدلنا
نأت ِ الحسين َ
وحين هاجت في رباه الريح
وانفعل الحنين
مضى على فرس الغياب ِ
يشق ناصية الأسى
شيئا
فشيئا
وانثنى
ومؤذن الميلاد أغلق سِفره الذهبي
سار على طريق الوقت ِ
فانتحب المنى
والسنديان على شطوط النار
يمضغه الأكاسرة
القياصرة
انحنى
ورمت ضفيرتها البلاد ُ
وفوق إصيص المواسم
ـ والمواسم لا تجيء ـ
بكت سعاد ُ
الموت مرتهن بوجهك يا الذي..
حاكيت أطوار القمرْ
وعلى شفاهك ما تبقى
من أغاريد الصبابة
قم إليهم
أنت أوتيت الرؤى
وسراج عرشك في الدجى
لا ينطفي
أماه
خبزي أين َ
أين
قالوا سنـُطعم
لو أتيناه الحسينْ
..
أمي
معي
في دمع عيني وردتينْ
خبأت عطرهما
لسيدنا الحسين
...

قسما بأيام الهوى
أصبحت فوق ترابك المعجون بالأحلام
مفتتح القذيفة
وأنا أحبكِ
تعرفين
وتوقنين
فلا تزفي الضوء دوني
قد أتيتك فوق أنسام الضحى
أتلو كتاب الفتح
يتبعني النسيم
المفردات
وشوقنا الصب القديم
وجئت كالنعناع كي.
أجثو على عشب اغترابي
كي أبثك ما يعانى الورد
ما تصبو الشموس إليه
يهواك البنفسج
والجنود الطيبون
على مشارف حزنك العاجي
يستلمون صك الماء
والناس نيام
...

أماه
تلفظنا الشوارع
والمخيم لا يلوح لأعيني الثكلى
ترانا الآن أين؟
ضاع الطريق
وغابت الذكرى
وعنوان الحسين
....

قاماتهم تعلو
وبوحي سلم المجد
الخريف يمر عبر مواسم النعناع
مرتجف الخطى
وأنا وصحبي
حفلة الموت / الحياة
مواكب البشرى
أتينا فوق مخمل عشقنا
نهفو ليالينا المخضبة الهوى
وعروسنا
في خدرها
كفراشة الميلاد
تنتظر الزفاف
ونحن نغزل مصحف الحب
استقلنا من أسرتنا الصغيرة
في العراء
ومن ضريح الدفء
كي نرمى شباك الوجد
في هذى البحيرة
لم يعد في العمر غير دفاتر السلوى
أفقنا
والنعاس على ضفاف الشوق
ينتظر الفتوحا
إذ هادن الصبح المساء
ولم يمر الليل مبتسما
فتحت الحجب
فانقشع الغبار
اصطادني طرفي
غزالا
أواه يعصرني الزناد
أصير زيتا
كيف يا أماه يبتعد الضريح
ومن شبابيك النحاس
يطل سيدنا الحسين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق