الثلاثاء، فبراير 21

حنان(شعر محمد فكرى عبدالله)

كقريتِنا

والسماواتُ تبكي

فيختمرُ الطينُ عندَ المساء

وتغمضُ أجفانَها الأعمدة

ونمشي إلى الغيب

- نخبزُ في البيتِ - خمسَ بناتٍ

ورائحةُ الخوفِ في الأوردة
..كسُلَّمِنا

لا يحبُّ الرحيل

ويعشقُ أقدامنا الصاعدة

كرميةِ نَردٍ

لكي تصطفينا

وتختارَ من بيننا واحدة !
وكما تلمّعُ شمسُ قريتِنا ملامحَكِ الأخيرةَ

كنا نحاصرُ غرفةً

كمزارِ صوفيينَ نقصِدُ ودّها

كمحطةٍ نحو السماء

يرتّبُ المرضُ السريرَ

يطبِّقُ الأيامَ في عينيكِ

يسألُ عارفًا:

ماذا ستحتاجينَ أيضًا يا حنان

الذكرياتُ جميعُها معنا

وبَوْصلةٌ تشيرُ إلى الحقيقةِ

صورةٌ لكِ في مساءٍ ما

وقد وقفَ الزمانُ يصوّبُ الكاميرا إليكِ وأنتِ تبتسمينَ مثل الآن



دقائقَ..

لا تموتي..

كي أجيدَ صناعةَ الذكرى

فبعدَ سنينَ منذ الآنَ سوف أكونُ في ركنٍ من الأيام

أذكرُ وقفتي هذي

وأبكي !

فالحياةُ كآلةٍ حمقاءَ تمشي

ليس يوقِفُها نزولُكِ

أو بكاءُ صغيرةٍ في الليلِ تُفطَمُ:"أين أمي"

الحياةُ ستجبرُ الأشجارَ أن تزهو إذا قدِمَ الربيعُ

وتجبرُ الأعيادَ أن تأتي

وتجبرني على النسيان !

كلُّ شيءٍ سائرٌ حدَّ الرتابةِ

والجميعُ يصارعونَ الوقتَ حتى صارَ مغشيًّا عليهِ

فلا يراكِ مع النهارِ تقطعينَ الشمسَ للفقراءِ أرغفةً



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق