الخميس، فبراير 23

سورة مريم (شعر رأفت السنوسي)

  فاتحة                          واتكأت مريم فوق جبال الظل
نهرت وعلاً
آخت غزلاناً وثعابين
مدَت يدها في بطن الشمس
الحبلى بالأقمار
وألقت ما دلّ علىّ
قال الراوي :
لم يتذكرها الوقت
وأدركت فناءات
في أزمان طلّت
من لحية شيخ
يدركني من حيث اللا أدراك
       ومريم لم ……
فاصل زمني                          منتشرٌ مثل خلايايا علي جسدي
          هذا المدعو " الوقت "
السفر الأول                                تزعم مريم ……
أن الرحلة مثلي
ساقطةٌ في حقلي
        إذ أن العفريت استغواها
ذوبني في فنجان
ينتج قهوتها صباراً
وشياطيناً وادعة
تطفئ شهوتها
في عين رجال جاءوا خلفي
كانت تدخر الواحد منهم
في قمقم فتنتها
تكسره لو ينبت طيناً
يستوجب طمس اللحظة
ساعة خلوتها
تزعم مريم
والحق أقول
بأن الرب الحاكم بالدهشة
في لغتي
أوقفني بالصبر علي شفة الرؤيا
أذكر أن عاتبني
فعلاً عاتبني
لكن لم يسقطني من غربال
في كف بهاء الأبهة العلويّ
ولم يشطبني من دفتر رحمته
حين أضفت مضافاً في وحي
أو قدمت الخبر علي مبتدأ الحدث الآتي
حتى إن حركت لساني
في استعجال للصمت
علي درج أعلو .. أعلو
فإذا ضجّ ملاك
من فرط الرمان على كرمي
في كرْمات
كانت أولي لملاك مثله
عاتبني
تزعم مريم .. ..
والفتنة أحزابٌ في قلب الشيخ
تقول ولا تحكم
فالحكم تواريخ وشهادة
والشاهد يجهلنا
الشاهد يا شيخي !!
عاتبني فعلاً
لكن البوح طريق يسلكني
والخطو قديم
والساري مستحدث ذات
مسئول في حتفه
في دمه
تتهجى اللفظة زينتها
تغتسل الحنطة في بئرٍ من لهبٍ
نافضة جسدي
السفر الثاني                             وتخيّرني الجنُ
        ولكن مريم اختارت لغتي
قفزت في وجعي
كغزال
أو موال أوغل في الحزن
وطاردت الدهشة ثانيةً
خرجت من ترعة قريتنا
أسراب يمام
ونجوماً طالعة
من فجر الماء إليّ
لعلي كنت الطفل
فحين رأتني قامت تتبدل
في هيئة طير
أو " دبدوبٍ "
أو عفريتٍ .. يضحكني
فضحكتُ ..
وتحت حوافر قلبي   - كالطفل  - سقطتُ 
    وفوقي قام الشيخ :
" وما هيأناك لهذا "
. . . . . . .
ولكن مريم هيأت القلب
ولكن مريم هيأت القلب
وتزعم مريم
والزعم يقين أنوثتها
أني ما وضأت الشعر
فحين قرأتُ علي
سجادة قلبي سورتها
عاتبني
فعلاً
عاتبني !!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق