نمْ فوق جُرحكَ ، واسترحْ ... لاشيءَ غيركَ
مستريحٌ ، أيها المقتولُ جاري ،
خائنٌ أنتَ
الأراضينَ التي حملتْ خطاكَ مع خطايَ بكل شبرٍ ، خائنٌ أنتَ
الهواءَ ........ إسكندريةَ .... وا لـ ـط ـفـ ـو لـ ـةَ
والهروبَ من المدارس حين تشتاقُ الصديقةَ ، واحتماءكَ
في اختبائي خلف أشجار الحديقة كي تذوبَ مع الأنوثةِ ثمَّ تهربُ مازحاً إن جاء دوري في الهُيامِ ، وخائنٌ
حتى الخيانة ذاتها .... وعلى جبينكَ جملة " من دون قصدي " ....
لا تقل من دون قصدي هكذا ، وكأن فرقاً بين قصدكَ وابتغائي ، اخترتَ نفسكَ
دون نفسكَ .. فاسترح ، لكنْ تذكرْ ما بدأناه وما أنهيتَـه في لحظةٍ خجلى ، وقولَكَ
لي : " أنا لا أشربُ
الكولا ولكني أجيد الفرَّ من غدر الـمـُلوتوفِ الضريرِ
أنا لم أدخلِ التجنيدَ لكنـّي خبير في التصدي للغباوةِ ، والرصاص الحيّ يا خِلّي حرامٌ في التظاهرِ
، لستُ أعبأ بالأغاني بينما هذا منير ...
( وليه تسكتي زمن ؟! ... اتكلمي .. ليه تدفعي وحدك التمن ؟! .. اتكلمي )
لستُ أقوى أن أمررَ مثل هذا كالكِرامِ
.. أنا لا أحفظ الأرقامَ
لكني أرانا غير مرئيِين ، أجهلُ بالتواريخ العظيمة ربما .. لكنه - يوماً سننحتُ مجدنا وسأذكرُ التاريخَ
حتما .. ضع فؤادكَ في يدي "
نم فوق صدري .. واطمئنَّ .. فمن سواكَ له السكينةُ
يا حبيبي ؟ .. فالرصاص الحي حِلٌّ
في شوارعنا
أغطّي جرحكَ الحرَّ المنمقَ ... ألمح الكلماتِ
فوق وريقة مشطورةٍ .. أخرجتُها من فوق قلبكَ صدفةً ، ووجدتُ
شطرتها الأخيرةَ فوق قلبي .. فيهما نصٌّ رقيق باهت .. فاقرأ دموعي السابحاتِ
على شفاهكَ حلوةً ... واقرأ معي :
" ..... نتقاسمُ الحزنَ المعلَّبَ
والشطائرَ
والهُويةَ
والربيعَ – إذا أتانا
، لا نبالي من سيدفع أجرة الباصات حين نعودُ – إن عدنا فللأشعار طعمٌ لا يقاوم في المقاهي .... "
هكذا كان انتهاءُ النص عندي .....
أنتَ أكملتَ الروايةَ في خفاء ظالمٍ ...
" ... يتكالب الترحالُ فوق دفاتري ، ويهدها الغرباء ليلاً
بعد ليلٍ ، لا أفكرُ
بالمكانِ ، الجرحُ جرحٌ أينما أضحى ، له من نكهة الأوجاع لون مؤلِمٌ في الغربِ
أو في شمسنا ، وأنا هنا والخبزُ
والصبر المعتقُ في القصيدة تائهونَ وليسَ
من حق القصيدة أن تبوحَ
أنا الطريدُ ابن الطريدِ حبيبتي أبدا تروحُ
ولا تجيءُ ... أنا البريءُ من السكوتِ ومن غرامكِ
لا أحبكِ يا حبيبةُ فاكرهيني مثلما علمتِني أن أوئدَ الكلماتِ ، أرحلَ
في الغريبِ .. وفي النوي ، ماذا جرى كي لا أبيعَكَ ؟ لا أمارسَ حقيَ المشروع في شنقِ
اللسانِ ؟ .. وفي انحائي ؟ ... لم يزل في القلب متسعٌ لموتي .. ربما يأتي حبيبٌ مشرِقٌ غيري
فيقدر أن يُقبّلَ ما تبقى من جبينكِ ..
.................................
.......... ، آسفٌ لا تتركيني
... فالقصيدة أكدتْ أن ذات (شَعْبٍ) سوف يرحلُ واحدٌ منّا "
...... لماذا الآنَ تحصدُ مجدنا دوني وترحل فجأةً فرداً مع البخلاء تنعمُ
بالربيع وبالحقيقةِ ؟
فالحقيقة ههنا محضُ احتمالٍ
يا ابنَ أمي
تدركَ الآن الوقائعَ
كلها .. تدري حبيبكَ من عدوي ... أنتَ تقدر أن تنامَ ( وأن ترتجل القصائد بلا كسر عروضيٍّ ) ، فأنتَ تعلم جيداً من أطلقَ النيرانَ
والثوارَ
والعملاء والسجناءَ ، .........................................................................................
...... ، وحدكَ في مواتكَ عالمٌ وأنا جهولٌ بين دفاتِ العلومِ لأنني مازلتُ أفتقدُ الحياةَ
نعمْ
كلانا ميتٌ ... لكنه شتانَ
بين مرارة الموت المكررِ وارتياحكَ
يا أنا
ليس المقابل للممات هو الحياة وإنما حريةٌ
حمراءُ تخترق الخلودَ
، أنا قتيل في حياتي لستُ أدري قاتلي ... مَن قاتلي ؟ .. جئني
بحلمي مثلما تأتي القصيدةُ والهمومُ ، فكم حلمتُ بموتنا لكنه حلمٌ غريب يا أخي فالقبرُ
طوليٌّ عميق رائعٌ ، وكأننا جذع النخيل متى ندّفنْ
سوفَ نرقد واقفَينِ
وربما نصل السماءَ إذا ارتوت أقدامُنا بالثأرِ والشعر المقدّس ، والصليبُ
على جبينكَ شامخٌ واللحدُ حولي في خشوعٍ ، كن وفياً في ترابكَ
أعطني التاريخَ دون قناعه ، بصديده وحلبيه فأنا أموت وأنت حر يا خئون ُ...
بلا وداعٍ راحلٌ .. لكنْ سلام ٌ ... والسلامُ عليكَ محفورٌ على أعتاب قبركِ بالفصيحةِ
فالعروبةُ همّنا :
" بالقبرِ لا بسواه .. نُسأل : ما الديانة ؟ ، فارحموا .. أجعلتمُ الدنيا قبوراً ..
لي دموعٌ فوق أغصان الكريسماسِ ، افصلوها عن دموع البطريركِ إن استطعتم "
----------------------------------
عارف إني مزعج جدا
ردحذفلكن بشكر للمكتبة والقائمين المجهودَ الكبير والاهتمام الشديد.
لكن عنوان القصيدة (2011) بالأرقام وليس ( ألفان وأحد عشر )
بالإضافة إلى أن مطلع النص هو
( نم فوق جرحكَ واسترح ..... )
شكرا جزيلا
لقد تم تعديل القصيدة.
ردحذف