الأحد، مارس 13

نار الحنين (تأليف أحمد منصور العتربي)

أَيَـا عَـهْـدُ رِفـْـقـًا بـِقـَلْبـِي الحَـزِينْ ... فـَإنـِّي ظـَمِـئـْتُ لِـكـَـأسِ الحَنِينْ
حَـنِــيـــن تـَوَارَى بـِـعَـهْــدٍ قـَـدِيـمٍ ... وقد كِـدْتُ أَنسَى بطولِ السِّنِينْ
بـِنِــسْــيَـانِـهَا حَـلَفَ الـقـَلْبُ ظلمـًا ... وهـَا هُـوَ لـَمْ يَـرْعَ ذاك الـيَمِينْ
فـَـقـَـدْ ظـَنَّ أنَّ الـهَوَى مِنْ عَـذاب ... وأَنَّ الـهَـوَى يَـلْـفـَحُ المُغـْرَمِينْ
ولـَكِــنـَّـنِـي قـد شـَعـَـرْتُ الـهَـوَى ... سَـلامًا و بـَـرْدًا و نـُورًا مُــبـِينْ
فـَـيَـا مَـنْ إلـَيْـهَـا يَــحِــنُّ الــفـُـؤَاد ... أفـَـيــضِـي عَـلـيَّا بـمَـاءٍ مَـعِــينْ
وصُـبـِّي بكأسِي و هَـيَّـا اصْدَحِي ... ويَـا كـَأسُ خِـلْـتـُكِ لا تَصْدَحِينْ
ونـَادِي أيَـا قـَـلـبُ فِـي مَـنْ بـِهَـا ... تـَعَـلـَّمْـتُ كـَيْـفَ حَـيَـاتِـي تـَكونْ
أيـَا زَهْــرةً مِـنْ عَـبـِـيـر الـحَـيَـاة ... بـِـبُـــسْـتـَانِ حُـبٍّ بـِـهِ تـُـبْـهِـرينْ
ويَـا نـَبْـعَ عِـشْـقٍ بـِهَــذا الـفـُـؤَاد ... حَـنِـيـنـًا و شـَـوْقـًا بـِـهِ تـَـنـْهَـلِـينْ
يـنــاديـكِ قـلـبـي بـصـوتٍ عـلـيل ... أيَا نـَبـْـضَ رُوحِـي ألا تـَسْـمَعينْ
ألا تـَـسْــمَــعِــيـنَ مُـغـَـردَ طـَـيْــرٍ ... يُغـَنـِّي الهَـوَى عِـنـْدَمـَا تصْبحِينْ
ألا تـَـسْــمَــعِــيـنَ مُـتـَـيَّــمَ عِــشْـقٍ ... يُـرَتـِّلُ بـِاسْــمِـكِ فِـي كـُـلِّ حِـينْ
ألا تـَـسْــمَــعِــيـنَ جَـريـحَ الـهَـوَى ... بـِذِكـْر هـَوَاكِ اسْــتـَـحَـال الأنِـينْ
وأغْـمَـدْتِ سَـيْـفَ الـغـَرَام بـِقْلبي ... ولمْ ترْحَمِي ضَعْفَ ذاكَ الطَّعِينْ
فـَلا تـَفـْـزَعِــي مِــنْ دِمَــاءٍ هَـوَتْ ... بعِـشْـقِـكِ تَرْوِي حَـنِـيـنِي الظَّعينْ
فـَعُـمْـري فِـدَاكِ و رُوحِـي حِـمَاكِ ... وقـَلـبـِي يُـضَـحِّـي كـَمَا تـَأمُـرينْ
مُـريـنِـي كـَمَـا شِـئـْتِ كـَيْفَ أكون ... لأصْـبحَ فِي قـَصَـصِ الـعَـاشِـقِـينْ
فـَـإنْ شِـئـْتِ صِرْتُ كـَمَـا عَـنـْتـَرَة ... أحَاربُ مِـنْ أجْـلِـكِ الــعَــالـَـمِـينْ
وإنْ شِـئـْتِ صِرْتُ كمَجْنُونِ لَيْلىَ ... ولـَيْــسَ جُـــنـُونـُــكِ أيَّ جُــنـُونْ
ولـَــكِـــــنـَّنِـــي لـَــسْـــتُ إلا أنـَـا ... وحُـبِّي اعْـتـَلىَ فـَوْقـَهُـمْ أجْـمَعِينْ
وأعْـطِـيـكِ قـَلـبي بـِسِـعْـر زَهِـيـدٍ ... وإنَّ الـــفـُـــؤَادَ لـَـــدَيَّ ثـَـــمِــينْ
فـَلـَمْ يَـعْـرفِ الـقـلـبُ طَـعْـمَ الحَيَاة ... سِوَى عِـندَمَا كـُنتِ مَـنْ تـَشْـترينْ
وكـَــانَ كـَـــطِـــفـْـلٍ بَــرئٍ و لـَـمْ ... أخَــلْـهُ نـَـمَـا مُــنـْــذ كـَانَ جَـنِــينْ
فـَـأنـْتِ حَـيَــاةٌ لـقـَلـبي الـصَّـغِــيـر ... بـِـحُــبـِّـكِ يـَـنـْـمُـو بـِعُـمْـر يَــدِينْ
وكـَـيْــفَ يَــدِيــنُ بـِـعُــمْـــر و مَـا ... لـَـهُ أنْ يَــدِيـــنَ بـِـمَــا تـَـمْـلـُكِـينْ
وإنْ كـَـانَ قـَلـبـِي كـَطـيـْـرٍ شَـريـدٍ ... فـَأنـْـتِ الــسَّــمَـاءُ و دَرْبٌ أمِــينْ
وإنْ كـَـانَ قـَلـبـِي كـَلـَـيْــثٍ يَـثـُـور ... فـَـأنـْتِ حِــمَــاهُ و أنـْـتِ الـعَـرينْ
وإنْ كـَـانَ قـَلـبـي ضَـلِـيـلَ الهَـوَى ... فـَـأنـْتِ هُــــــدَاهُ و أنـْـتِ الــيَقِـينْ
وأنـْــتِ حَــــيَـــاتِـي و أنـْـتِ أنـَــا ... وحُـبُّـكِ بُـنـْيَـانُ قـَلـبي الـرَّصِـينْ
وحُــبُّـــكِ قــَـلــبٌ لـِـقـَــلـبي الـذي ... يَـعـِيـشُ فـَقـَط عِـنـدَمـَا تـَنـبُـضِينْ
وحُــبُّـــكِ سِــجْـــنٌ لِـهَــذا الــفـُؤَاد ... ومَـا أسْـعَـدَ الـيَوْمَ هَـذا الــسَّجينْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق