الثلاثاء، مارس 22

ليلة مظلمة (تأليف أحمد الليموني)

أَوَتُدركونه...
ذاك الإحساس المألوف
بانقباض قلبك
داخل صدرك
ذاك الإحساس المعروف
أن روحك
صعدت لأنفك
الشعور بأن الدنيا صفوف
صف لصديق
صف لقريب
صف لرفيق
وصف لمن يُدعى حبيب
ذاك الشعور بأن كل شيءٍ زلل
لأنه لا يوجد زلل
ولا فرصة للزلل
فكل جديد قُتِل
ومن الكآبة انتحر الأمل
ذاك الإحساس المُسمَّى بالملل
                                             
أو تعرفونه...
ذاك الشعور الظالم المظلم الحالك
أنك شخص مُهلِك وهالك
أن عقلك موطن للمعارك
أن تجلس وسط الناس برداءٍ متهالك
رداءٍ من البسماتِ
والنظراتِ و الضحكاتِ
وكلها خاوية
لكون نَفْسك خاوية
روحك لجسدك مُفارق
مرورك في رحلة الحياة دون مرافق
ذاك الإحساس الكافر الفاسق
أن يومك القادم كيومك السابق
الكل يزعم أن العمر مارق
يمر كالبارق
أمّا أنت تشعر بمروره بتؤدة
ذاك الإحساس المُسمَّى بالوحدة
                                        
ذاك الإحساس الخانق
أنك دوماً حانق
أنك حين تريد أن تسطر حياتك
لا تدري من أين تبدأ
لأن يومك كأمسك كجميع أيامك
ذاك الخوف الشائك
أن ملجأك...
نَفْسك...
وأن ملاذك...
قبرك...
أن الحزن لقلبك ملاصق
أن صدرك سجن وضلوعك قضبان
وقلبك سجّان
أن حياتك بحر بلا شطئان
ولا مفر من ضياعك
                                         
أوتشعرينه  سيدتي
في داخلي...
ذاك الشعور المضحك
حين أكتب عن مشاعر أليمة
وبداخلي تلك الطمأنينة
أن أقول قولاً مقلقًا
وأسطر كلمات حزينة
وأصف مخاوف لعينة
فقط لأريكِ كم أنتِ جميلة
                                       
أو تعرفينه...
ذاك الشعور الغجريّ
الوحشيّ...
بالرغبة
والنشوة
والفرح
بأني ملك العالم الأبديّ
فقط لأني حبك الأزليّ
ذاك الفرح اللانهائيّ
وذاك الارتياح الكليّ
أمام وجهك المرمريّ
حين أذكر أني رجلك الفرديّ
داخل قلبك الغض الطريّ
                                      
أوتدرين أني كنت مصاباً بالحزن
والحزن داء...
ولكل داء دواء
وأنت الدواء
يقولون أن رب السماء
حين خلق...
خلق كل شيء من ماء
وأنتِ مائي...
وجميع بحاري...
وهدير أنهاري...
                                        
أو تعرفينه سيدتي
ذاك القرار الحاسم
بأن أسطر حياتي
فقد عرفت كل بداياتي
وفرشت تحتك منافذ نهاياتي
وأقسمت يمين طاعاتي
حفرت قلبي وشوم حب حتى المماتِ
وأعلنتك حبي و بلادي
سيدتي...
تحت قدميكِ منافذ نهاياتي
فلا تنهيني أرجوك واتركيني لعامٍ آتِ
وعندها سأرجوك مجدداً لتتركيني لعامٍ آتِ
حتى....مماتي
ذاك القرار الحاسم
أن أسطر حياتي
وقد عرفت كل بداياتي
حين سمعتك صوتك الأعذب من الناياتِ
ذاك اليوم الباسم
يومَ وُلدتِ
فدعيني سيدتي
أخبرك عن تلك الليلة
حين وُلدتِ
                                 
تلك الليلة
حين وُلدتِ
كانت ليلة مظلمة
لكن باسمة
كانت الطيور تغرد حالمة
ولم يبزغ القمر
وحنى رأسه الشجر
ساجداً لكِ أنتِ
ولم ينر الأرض القمر
لأنها أُنيرت بكِ أنتِ
وفي وقت السَحَر
لمستني رياح ناعمة
وأخبرتني بميلاد أرق البشر
أنتِ...
سيدتي...
تلك كانت الليلة المظلمة
حين وُلدتِ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق