الثلاثاء، مارس 22

لا تلومن الصمت (تأليف رانيا محمد السيد بدير)

نضـحك على أنفسـنا ونقـول إننـا لزمـنا الصمـت
فـبات الصمـت يضحك منـا ويتـكلم
الفراق يشتكي والشـوق يصرخ أنقذوا قـلباً
قـبل التفاف مشنـقة الحزن حول عنـقه ليعـدم
أرسـل إلـيك عتـابي على صفـحات الليـل بـكلمات لا يفهمـها أحـد غيـرنا
ولا توجـد فـي المعجـم
فـيأتـيني ردك في منـامي لـقطات مـن لعـبنا ولهـونا
معطراً بشوقـك الـذي تخـفيه شـفـتاك عـني وعـيناك لا تستـطيع أن تـكتم
يذكـرني بـأول لـقاء لنـا حيـن قـذفـتك ببـيتي هـجاء لـكن
أحبـبتَ غـلظـتي مـعك وأصبحت بـهجائي لـك عاشقـاً متـيم
قـانون لعبـتي وقـتها
كـان أن مـن يـلعب معي يكـتب هزيـمته بيـديه
 وهو مغمـض العيـنيـن مرغم
أنـت الوحيد الذي وافـق على اللعب بقوانـيني
لكن قلبي خدعني وأجبرني على حـبك
وأنـا على الحب والهوى لم أكن قبلك أعزم
غيـرت قانـون لعبتي
وجعلتني أكـتب هزيمتي بإرادتي في مـعركة حبك يا فارسي المـلثم
وحيـن أتساءل كيف أصبحت تلك التي معك
لا يكون الرد على هذا السـؤال إلا بـسؤال آخر مـبهم
فاستـنشقنـا الحـب معاً وأصبحنا فنانَيـن..أنا أكـتب وأنـت تـرسم
أنـا أكـتب فصائد بحبر عشقي الذي يـسيل وأنت المـلهم
وأنـت تـرسم سحابتيـن يقبّلان بعضهما فـوق الجبال
فيمطرون عشقـاً يسقط كالأسـهم
تـرسم شمسـاً وقمـراً في الليـل معاً
فتـنتشر الغيرة في السماء وتـهرب الأنجـم
تـرسم بـيتاً ناعماً رمليـاً مهما اشتدت عليه الريـاح لا يهتـز أبدا ولا يـهدم
وتعاهـدنا أن لـن نـفترق وندع مشاعرنا في برد الشتاء تـحترق
فـيموت شعري ولوحاتـك مـن البكـاء على رحيله تـحطم
فكـيف نرحل تاركيـن الذكريات تـبكى ولا نلـتـفت؟!!
لا يمكنني رسم كلماتي وحدي دون رسامٍ يأخذ شعري على ريشـته
وبـين كلماتي وألـوانه يـبدأ يدغم
فلتُعد إليَ ريشـتك حبيبي لنـفتح باب الوفاء مجدداً ونطرد الفراق الدخيل بينـنا فإن منعنا العنـاد والكِـبر
نقتل الكِبر والعنـاد بحصى الحب نرجـم
لا تـلومَنّ الصمـت في ضحكه
فـإن للصمت لسـانًا أشجع من لسـان تخفّى في البعـاد
وعـن البـوح بالحنيـن كـان ملجـم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق