الأحد، مارس 6

بلا عنوان (تأليف رجاء علي عبد العاطي)


أفقت من غفلتي .. فوجدتني داخل بيت عتيق
تحيطني جدرانٌ من كل جانب ..تحمل صورًا لا أعلم لمن هي
نظرت في نفسي ...فلم أتذكر من أنا .. لا أدري ما اسمي ... ولست أعلم أين أنا
أمعنت النظر في المرآة الماثلة أمامي ..لعلي أتذكر الصورة المنعكسة بداخلها
لا .. لا أدري من هي ...ربما أنا ...ولكني ما عدت أذكرها
إلا أنها تشبه كثيرا  تلك الصور المعلقة علي الجدران !!وبحثت داخل ثنايا قلبي ...فلم أجد سواك
وعصرت زوايا عقلي ... فلم أجد سوي محياك
ونقبت بجدران سنوات عمري... فوجدت نقوشا فرعونية .. لا تحمل إلا ذكراك
وازدادت حيرتي ..إنه أنت ...وأنت مجددا ..أنت أولا.. وأنت أخيرا .. ولكن أين أنا!؟
هرولت في الطرقات مسرعة لعلي أجد من يعرفني .. فلم أجد أحدًا
طرقت كل الأبواب ... فلم يجبني أحد
فهمت على وجهي .. واجتاحت رياح اليأس أعماقي بقسوة
وألفيت أمامي بركانا ثائرا
فبلغت حافته والدموع تفيض من عيناي
وإذا بالبركان تهدأ ثائرته .. وتخمد نيرانه وحممه
فسألته .. ألا تعرف من أنا
فأجابني بحزم ..وأنيَ لي أن أعرف من أضاعته الأيام....؟!فرددتها في نفسي: وأنيَ لأحد أن يعرف من أضاعته الأيام ..وسيرت وحيدة ولم أعقب ...ونقبت عنك في طول الأرض وعرضها ...من مشرقها إلي مغربها
فلا أعرف أحد غيرك ...ولا توجد في مخيلتي صورة لأحد سواك
ملامحك.. التي تملأ كياني.....وحروف اسمك.. التي باتت أنفاسي
وصوتك.. الذي يتردد في جوف أعماقي
وأخيرا ...............................وجدتك
أسرعت إليك بلهفة طفل وجد أمه بعد ضياع سنوات
ومكثت بين يديك ... لا أعلم أَمَرَّت لحظات أم سنوات؟ .. أم انفرطت حبات الدهر كله وأنا بين يديك...أرعبتني نظراتك الخاوية ....مشاعرك الفاترة
استجمعت قواي الواهنة وسألتك بلوعة .. ألا تعرف من أنا ؟؟ فلم تجب
فتشت داخل حجرات قلبك .. فلم أجد فيها سواك
بحثت داخل ذكرياتك ..فوجدتها ممحاة
أين أنا من كل هذا .. ألست بداخلك ؟؟ أأضعتني؟ أم توهت في بحور عالمك العميق؟؟
وتساءلت ..كيف إذن سكنتني ..احتللت نفسي كل هذا الاحتلال ..إن كنت لا تحمل لي ذكري واحدة؟؟ ...فلم ألق منك جوابا
لملمت شتات نفسي المبعثرة ..أو ما تبقي منها ..وعدت إلي الطرقات من جديد
احمل بين راحتي شظايا قلبي المحطم
فطوقتني الأحزان بزراعيها ..وقالت لي: ليس لك من دوني من رفيق ...فاستسلمت لها ...وسيرت مطأطأة الرأس ....منكسة الجبين
لا أعلم من أنا .. ولا أين الطريق .....ولا كيف أعود إلي بيتي العتيق ؟؟
فقولت في نفسي ..يا ويلتي ..ليتني ما أفقت من غفلتي .. ليتني ما بحثت عن ذاتي ...ليتني ما فقدت الطريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق