الاثنين، أبريل 8

للحرية نزعٌ أخير (شعر أحمد عبد المولى)

حرّر يدَيْكْ
عَمّرْ طوَاحِينَ الهواءِ بمَا استَطعْتَ منَ الرَّصاصْ
هِيَ ما تبقّى مِنْ مدَائنِكَ القديمةِ .. فاستقِمْ
هي قبضُ روحِكَ، وانتحارُك، والتجاؤك للعدمْ
طالَ انتظارُكَ لانتصَارِكَ .. فانهزمْ
هِيَ ليْست الطَّوْقَ الأخيرَ
وليس في يدِهَا الخَلاصْ
قد تدّعي أنّ احتراقَك، مرغماً، طقسٌ يبلّغُها القصَاصْ
هي بالنِّيابةِ عن مواقيتِ احتضارِك ترتدِي ثوبَ الحِدادْ
الآن يدْعوكَ الضَّحايا كلّهن إلى السرادِق للعزاء
الكلُّ يطلُبُ إرثَهُ منْ مقلَتيكْ
حرّر يدَيكْ
وانصب لنفسِك مذْبحَاً تخطُو إليْه علَى انْطِواءْ
اليوْمَ قُربَانُ الوصولْ
لوْ أنّ أزمانَ انكسَارِكَ شارفتْ أنْ تنَتهِي،
زمنُ احتضارِكَ قدْ يطولْ
لا تبتئِسْ
فلكُلِّ ذِكْرى ترتَدِي أسمالَها جُرحٌ عقِيمْ
وبكُلِّ دربٍ يعرفُ ظلّها شبحٌ مقيمْ
دعْنِي أُصارِحُكَ الحقيقةَ، فاستَمِعْ
الذكرياتُ دروبَ عُمرِكَ (ما تبقَى)
فالتمِسْهَا دُونَها
[ ستعيدُ ترتِيبَ الحياةِ بمَا يُناسِبُ حزْنهَا ]
ألفُ احتجابٍ للقمَرْ
موتُ القصائدِ إنْ تعدّتْ للعلنْ
يومُ تأجّلَ في تَقاويمِ العدمْ
سفْرُ الخروج بلا إيابٍ يُنتظرْ
تيْه المعاني في القصيدِ المحتمْل
.
.
.
عجّل رحيلَكَ لمْ يعُدْ فِي العُمْرِ ما يسَعُ الوجَعْ
تلكَ النهاياتُ الحزينةُ لمْ تَقَعْ !
تلك الحكاياتُ القديمةُ أسكنتكَ علَى الحِيادْ
لا شيْءَ يبقى من فُصولِ رِوَايتكْ
لا شخصَ يدْنُو منْ حُدودِ قَصيدَتِكْ
ودّعْ هواكَ وأَلْقِ في اليمّ المِهادْ
هِيَ ليْسَتْ الأُولَى التِي تَهَبُ اسْمَهَا قُرْبَى جُنُونِكَ، فَارتقِبْهَا
حينَ تأتِي في مساءَاتِ البِعَادْ
كلُّ المسافَاتِ ابْتِعَادْ
كلُّ الدروبِ متاهةٌ تُفضِي إليْك
حرّر يديْك
مشوارُ عمركَ منتهىً
والموتُ يأْتِي مُشْرِفًا منْ ناظرَيْكْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق