الاثنين، أبريل 8

ممنوعة أنا (شعر رشا أرنست )

ممنوعة أنا

في زمن الحرية

من كل مظاهر الإنسانية

ممنوعة

من الحب

من العشق

من المعرفة

أو حتى الكراهية

أو أي أفعال مصيرية



ممنوعة أنا

أن أختار إلى أين أمضي؟

أو ماذا أرتدي؟

فالمتاح لي بين الأسود والدرجات الرمادية

كالحياة التي نزينها

ولا نتزين

ولا نعترض

ولا نصرخ حين تفتك بأوصالنا

بإهاناتها المتتالية

ففي وطني

النساء درجة ثانية



نساء لا يعرفن من الحياة إلا الشقاء

ومن الحب إلا العذاب

ومن الزواج إلا الآهات

وهام جدا ألا تكون آهات مزعجة

أو خارجة

أو لها معنى

باختصار أن تكون في صمت

للداخل وليس الخارج

فثمن الزواج فاحش


وماذا تعني المرأة في قاموس

لا يُعرّفها إلا مرة

مرة للاستعمال وبعدها استبدال



المرأة يا سيدي هنا

ليس لها كلمة

وعليها ألف كلمة

ورجولة لا تعرف من القاموس إلا صيغة الأمر

وأوقات اليأس


نساء لا ترين إلا المسموح

ولا تعزفن إلا للنوح


ممنوعة أنا أن أتذكر كليوباترا

أو هيباتيا

أو أحاول ولو خيالا

أن أكون



ممنوعة أن اعرف

ومجبورة أن أُعرف

وحياتي ليست إلا نسخة بالكربون

نسخة لألف امرأة كانت وستكون


يسألوني إلى اليوم ممنوعة أنتِ؟

كيف أجيب ومازلت ممنوعة أن استجيب؟!!

لإحساس دفين

أو رغبة لمجرد حنين!!



ممنوعة أن اشتاق إليك

واحلم

وألملم أشلائي

المبعثرة على جوانب زمن

لم يرحم أنوثتي


ممنوعة أن أحدثك

في ليلة باني أريد حضنا دافئا

أو قبلة طويلة

أو حديث رومانسي سخيف


ممنوعة ان ارتوي

أو انغمر في أشواقك

بلا خوف

أو خجل

هل لي ان أسألك

ليلة مجنونة

ضاحكة

مستهترة

ليلة أنثوية كرغبتي فيك ؟!


ممنوعة أن أمشي بين أضلعك

أو أن أستقي من ريقك الحزين

ممنوعة أن أقلب الآيات

وألون الملايات

وأمرر أصابعك

بين أشعاري

وأفكاري

وليالي الشوق

المدفونة في كياني



ممنوعة أن أخلع الحرمان

وأذوق الشهد على شفتيك

كأنثى وليست دمية

كل حياتها

مفروضة بالنسيان



ممنوعة أن أرتديك في الشتاء

ولياليه الباردة ورغباته الدافئة

ممنوعة أنا أن أسقيك

قهوتي ورشفة ريقي

التي تروي

دون عناء

وإحساس الطفولة

في لحظة الأمومة

على صدري

ومعها نسمة الحياة


فكل ما لي

هو أن أحصن نفسي

من كل شيء

وأي شيء

ولو أنني جثة

لا تعني شيئا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق