الاثنين، أبريل 8

دى جافو! (شعر حفصة رفاعي الشرقاوي)

لأنهم طيبون
يتأصل النقاء بداخلهم
كشجرة ممتدة الجذور
ولكن دون حاجة للماء
.....................
لأنهم مسالمون
لا يعرفون معنى للثأر
ولا يتذوقون طعمًا لآلام الآخرين
ولا يبدو للسادية فى قاموسهم..
بريقٌ من نوع خاص
سوى فى ممارستها على أنفسهم!
.................
لأنهم صابرون
يلتهم الألم أعماقهم
فى صمت
كما يغزو الشيب أوراق تشرين
فتتساقط فى حزن نبيل
دون أن تفكر فى الانحناء
ولو لبرهة من المعنى!
.......................
لأنهم يفرحون بالقليل
فرحة الطفل
ويبتسمون
إذا ما سمعوا عصفورا يغرد
أو طفلا يضحك
أو زهرة تتخذ كامل رونقها
أو ممرا خاليا يستمد الجمال
من معين مجهول
كأنما يشعرون بالامتنان
لذلك الكون الذى مازال يتنفس سرا
واختارهم شركاء فى السر!
....................
لأنهم يحاولون الرضا
دائما يحاولون
دون كلل
وإذا ما استسلموا يوما
شعروا بالخجل
حين يروا عزيمة نملة
مثقلة بالمسؤولية
مفعمة بالأمل!
......................
لأنهم مغبونون دوما..
والعالم من حولهم
كالغاب
وانعكاسهم لا يبدوا قويا
فى مرايا الآخرين
فيتكاثرون عليهم كالذباب!
.......................
لأن "الدهشة" لاتزل ذات معنى
بالنسبة إليهم
ولأن تيار الحياة الثليجى
لم يصل لأرواحهم بعد
فلم تتجمد!
...................
لأنهم يتحطمون بسهولة
إذا ما أدركوا
أن عالمهم بأكمله
ليس سوى
إيقاعا ثانويا
فى مقطوعة آخرين
هم بالنسبة إليهم
عزف منفرد أبدى!
..................
لأنهم يستخدمون وجها واحدا
هو وجههم
ولا يرتدون سوى قناع الصمت
ولا يسأمون
إذا ما بلى القناع
فى مواجهة ألف قناع وقناع
يتمدد كل يوم براحة
على ملامح الآخرين!
.................
لأن ابتسامة صادقة
أو رواية جميلة
أو قطعة شوكولاته
قادرة على محو معظم خلافاتهم
مع من يحبون
..................
لأن الأضواء ترهقهم
وإذا ما ساروا
تردد وقع خطواتهم
فى خجل
وإذا ما أخطأوا
سأموا خذلانهم للمقربين
عن دون قصد
...............
لأنهم "أغبياء" فى مواجهة
الالتواء "الذكى"
ولا يحتملون المزيد
من النفاق الضرورى
لسطوة الحياة!
ولا يعرفون
كيف "ترسم" ابتسامة
سوى ابتسامة السعادة!
..............
لأنهم لا يأبهون كثيرا
لغلاف المحار
أو لبريق الماس
أو لخداع السراب
فى يوم حار!
..............
لأنهم يترددون أحيانا
وتصادقهم الحيرة غالبا
وتقتحمهم الوحدة
دائما
دون استئذان
أو مبالاة
كـ"حقٍ" سياسى للجوء
إلى وطن جدرانهم الهشة
ولأنهم يفشلون دائما
فى تذكر تاريخ إصدار هذا "الحق"!
.............
لأنهم ليس لهم سواك
ساعدهم يارب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق