الاثنين، أبريل 8

محكمة (شعر أيمن الشهاري)

أُمَنّي دمي بالحبيب الذي

أصافح في الميتين دمَهْ

وأحتارُ: هل غابَ قوسين أم

تقوّسَ في غيبةٍ مُعتمَةْ؟

فقلتُ: لعلّ السماءَ اصطفت

بغيبتِه للدِما مكرمَةْ

مضيتُ.. وفي داخلي مهرةٌ

من الوجدِ لكنها مُلْجمَةْ

إلى أين؟.. قلتُ: إلى مالكٍ

يحلّلُ في الخمرِ ما حرّمَهْ

فلا صبرَ لي فوق هذا الظما

وقلبي تضجُّ به ملحمَةْ

وما أن وصلتُ إلى بابهِ

وأزهقتُ رغبتيَ المعدَمَةْ

تَقهقه ملءَ الحنينِ الذي

هلكتُ ولم ألتمسْ سُلّمَهْ

رجعتُ وخلفي دمٌ عابسٌ

وبضعةُ أشلائيَ المتخمَةْ

أجرُّ السماءَ بأذنابها

وأمضي إلى غايةٍ مبهمَةْ

وحسبي من الرملِ أن يقتفي

براءةَ وجهي الذي جرّمَهْ

أنا والضياعُ وأسماؤنا

وصلنا إلى سدرةِ المشئمَةْ

ولا صوتَ إلا النواح الذي

يزفُّ الحبيبُ به مأتمه

فهاتوا لنا من كروم البكا

نبيذاً.. ومن محجريكم أمَةْ

لنلهوا بأحزاننا ريثما

تغيبُ عن الألسن الهمهمَةْ

*********



- كأنّا ثملنا من الحزن يا

تلاميذ مالك، ما الحكم مَهْ؟

- سُنبلغُ عنك الإمامَ ولن

ترى في القضاءِ هنا مرحمَةْ!



أفقتُ على كرنفال اللحى

لأثملَ في دهشةٍ مُحكمَةْ

رجالٌ لديهم سياط الردى

وأحكامُ تكفيرِهم مُبرمَةْ

وخلفي زبانيةٌ مثلُهم

وشيخٌ يصيح -اسمه عِكرمَةْ:

"إلى آخر النص فلتنهضوا

قياماً قياماً هنا مَحكمَةْ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق