الثلاثاء، أبريل 9

تمتماتٌ على جرح أسود (شعر عاصم بطَّاح )

                                                
الشَّمسُ في تَِيهِ الأيَّامِ تَنْتَحِرُ

مُنْذُ ارْتَدَتْ ثَوْبَ السَّجَّانِ تُنْتَظَرُ


الشَّامُ ثَكْلَى تَبيعُ الصُّبْحَ مُرْغَمَةً

والْعَيْنُ تَبْكيها والْمَاءُ وَالْحَجَرُ


خَاطوا لَها ثَوْبًا مِنْ تِيهِ ظُلْمَتِهِمْ

غَابَتْ مَوَاقِدُهُ والنَّجْمُ مُنْكَدِرُ


غِرْبَانُ جِنْكِيزٍ بِدَوْحِهَا نَعَقَتْ

والْبُومُ أَضْحَى بِقَلْبِ الدُّورِ يَسْتَتِرُ


بَاتَتْ مَآذِنُهَا بِالآهِ تَكْتَحِلُ

وَبِالْجِرَاحِ لَهِيبٌ فِينَا يَسْتَعِرُ


الْمَوتُ يَطْرُقُ بَابَ الْعُمْرِ مُنْتَشيًا

فَتَسْتَجيبُ لَهُ الأبْوَابُ وَالْجُدُرُ


أَهْلًا بِمَوْتٍ يُعيدُ الشَّمْسَ صَاغِرَةً

تُغَازِلُ الْمَوْجَ وَالأسْمَاءُ تَنْكَدِرُ


بالأمسِ كانَ الْهَوَى يَلْهو بِهِ مَوْتٌ

الْيومَ صِرْنَا بِطَعِْم الْمَوتِ نَنْتَصِرُ


يا شَامُ رِفْقًا بِنا فجُرُوحُنَا فَاضَتْ

وَالْجُرْحُ طَرْحُ الْهَوَى وَاللَّيلُ وَالسَّهَرُ


حُزْني عَلَيكِ رَحِيْلٌ فَوْقَ قَافِيَتي

مَاذا تَبَقَّى لَنَا وَالشَّامُ تُحْتَضَرُ


الْحلْقُ عَادَ بِطعْمِ الْمَاءِ ظَمْآنا

وَالْجِسْمُ مَا أَضْحَى بالثَّوْبِ يَسْتَتِرُ


لا ثَوْبَ إلا الَّذي بالشَّامِ نَغْزِلُهُ

فَعُدْ لَنَا شَامًا بالْعِطْرِ يَنْحَدِرُ


وَمَنْ لَهُ حَوْلُ اغْتِيالِ قَافِيَةٍ

بِكُلِّ أَرْضٍ لَهَا فِي الْعِشْقِ مُدَّخَرُ


الشَّامُ مُبْتَدَأُ الأَزْهَارِ نَعْرِفُهَا

وَالْحُبُّ رِدْفٌ لَهَا وَعِطْرُهُ الخَبَرُ


سَيَنْقَضِي زَمَنُ الأَوْغَادِ مُنْطَفِئًا

وَالشَّامُ تَبْقَى لَنَا وَالْعِطْرُ يَنْهَمِرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق