الاثنين، أبريل 8

طريق الحمام (شعر سحر عمار)

في المنفى تتآكل أوراقي كالصدى

في المنفى أعيش كرسالة مفقودة دون طابع بريد

ذكرى وحلم يموت

مع شمس بالية كأوراق الجريد

ليحيا من جديد ....

مع أول نجمة تواسي قرص القمر الوحيد

وزيتونتي

استقامة الأقلام وأعمدة الرخام

استقامة التماثيل في ساحات الغربة

واستقامة قضبان الصمود

واستقامة الأسير يمشي يجرّ القيود

هي استقامة ساقية الدمع للاجئ يشتاق أن يعود

واستقامة طريق المنفى

واستقامة الأشواك على طريق الخليل وحيفا

وقدم الشهيد فوق الثرى

لحن الإباء تعزفه الأرض في أذن الفضاء

محيط قمر وجذع زيتون وقدم الشهيد مفتاحي

وروحي فداء أسكبها في كأس الكرامة والكفاح

لينفجر بركان الحرف

وتفيض سيول الرصاص سلاحي

أرفعها لانتفاضة الشهيد على السفاح شدوا

أرفعها لانتفاضة الربيع على الشتاء خصبا وزهرا

أرفعها لانتفاضة الحجر على الدبابة مجدا ونصرا

أرفعها لانتفاضة الأمل على اليأس إجلالا وبشرا

وأرفعها لانتفاضة المهاجر على الغيم والموج والرمل

وأرفعها كسجدة الملاك لزهور آذار

لتكسي الجدار والأسلاك نوّارا فثمر الغضب والثار

لتذيب ثلجا كفّن الآمال تحت أطلال الديار

وشمس القدس يتيمة اللون

من ثغرات الأشعة المفقودة تترنم براعم الثوار

كألوان الحياة في كوفيتي عنوان للوحة الأحرار

عنوان لكلمات وقصّة كتبتها

على طول الحدود على طول هذا الجدار

قصة الأنين والحنين

قصتي وقصة الآلاف من إخوتي اللاجئين

قصتي وقصة عرب ثمان وأربعين

قصتي وقصة من يربي في العتمة للحريّة جنين

قصتي وقصة من يبني من حجر السجون للصمود أعمدة إلى حين

يرتعش جسدي

تتملكني شهقة البكاء

كلما حاولت سرقة نسيم وطني البعيد

كلما حاولت استعادة ذكريات الأرض القصيّة

أفتح نافذة لأحلام سرمديّة

أتيه بعيني في الأفق، في تجاعيده البهيّة

أبحث عن حمامتي البيضاء التي تحب

أن تحيى مطلع الشمس فوق أغصان نديّة

أشعة الشمس البالية الشقيّة

ترسم مغارة في أحشاء الظلمة النيّرة

أتلمس وجنتي برفق

أتحسس أثر الدموع

أهو البحر ابتلع بقية دمعي أم هو القدر

يخيط جراح الآهات

يمحي ما حفرته الوحدة من ويلات

أهو القدر يرسم صباح الأمل

يوحي إلي في حضرة الغربة بلحظات النصر

هو القدر الساخر من لحظات ضعفي و وهني

وطني،

لن ألجأ إلى البحار والموانئ

ترابك يا وطني

هواءك يا وطني

نسيمك يا وطني

عيون أهاليك المتقدة بشرارات الغضب يا وطني

أجساد أبنائك التي تتقن وثبة النمر

ترتيلات الحجارة وأغصان الزيتون

جوقات الحمام والنوارس على شطآنك

انبثاق هديل يغني للفرح من عيني

سجدة على ثراك

قبلة على جبين البطل تهديني

قبس من النور في تقاسيم مولود من المساجين

أهمس بتعاليمي إلى الريح

أقلي الحزن والدمع لكون بعيد

فنحتفي بغيابها وفي القلب نبض شجرة وشهيد

سنوقظ في مواجهة الليل ملاك المقاومة

في ليل يضخ الغضب من الأوردة

ونعلق نياشين الحياة بثوب النعوش

ويزيح شجن الألم طرف الحجاب عن البشارة
ومن شبابيك البنادق والمدافع نطلّ

ثائرين صارخين في وجه جنود الظلم

صبر سويعات ويبزغ الفجر

وتهوي ناطحات الحيف

أطلالا نائمة على كتف الماضي



كأسير الحلم والحرف

كأسير الألم والأمل

كأسير حرّ

سننطلق لنكون كما أرادنا الوطن

وليفصلنا القدر والزمن

شهداء أحرارا

أحياء أحرارا

أحرارا أحرارا

سأكتب "عائد إليك يا وطني"

سأكتب "حمام المنازل لا يضيع طريقه"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق