الأربعاء، فبراير 23

أخوك الأكبر: ذكرى حبيب (تأليف مصطفى أمين محمد)

طافت الذكرى ومرت ... في رحاب الكلمات
راودتني اليوم ذكرى ... من أخي قبل الممات
أتساءل كيف أنسى ... من هوى وقت الشتات ؟
سأزف اليوم ذكرى ... لها ف القلب حكايات
وسأروي بعض شأنه ... إنه عذب السمات
طيب العطر جميلٌ ... مبتسمٌ في كل الاوقات
لك منه بعض ذكرٍ ... وللذكر ف القلب أنات
قد تهادى عطر دمه ... صار يسري يتمرمر
وابتسامته العريضه ... أيقظت حسي المدمر
كان آخر ما رأيت ... إمضاءٌ بدمه المهدر
أخوك الاكبر .... أخوك الاكبر .... أخوك الاكبر
لازلت أذكر خطاباته ورسالاته
كان دوماً ما يقول
ما معنى أن الليل ... كموج البحر ؟
ما معنى أن الليل ... حُمولةُ عنبر ؟
ويختتم ... أخوك الاكبر
الآن أدركت ما كان يعني
فالليل متقلب كموج البحر
لا يُعطَى له الأمان ... طيفٌ عابر
لازلت أذكرُ ... حين ناديته مرةً في الظلام
كانت تلك آخر مره
كان يريد حياة الشعب
مات العشب
وأختنق الحسُ النابض ف القلب
كان يريد حياة الشعب
كان يداوي كل جراحي
يُصقل ف الليل سلاحه و سلاحي
راودتني همس كلماته
ما معنى أن الليل كموج البحر ؟
أن الليل دليل الهجر
أن الليل ثقيلٌ مر
أدركت الآن ما يعني
وبأني موهومٌ و بأني
صدقت جميع حماقاتي
وأنكشف المستور بلحني
باركتُ الآن حماقاتي
ونسيتُ حياتي ومماتي
أدركت الآن ما يعني
أدركت بأني و بأني
كان يريد حياتي لعلي
أصنع يوما من لحني
فجراً يسطع بتأني
نوراً يشرق بتغني
صوتٌ يوقظ كل الشعب
يوقظ فيهم حس الحب
يملأ كل الكون سروراً
تحيا الشعب ... تحيا الشعب
يصنع من أحلامي جسرا
يعصر من أوراقي حبرا
ويشكل من دمه ترياق
ليعيد الحس النابض في الأعماق
يصنع صبحاً ليوازي ليلا
يصنع وهماً ... ليوازي مر الواقع في قسوته
يصنع رياً ... كي ينسى العطش المجنون
 يبتكر لغات أخرى ... ليعيد العدل إلى الكون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق